responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 415

و أما برمنيدس الأصغر [1] فإنه أجاز قولهم في الإرادة و لم يجزه في الفعل و قال: إن الإرادة تكون بلا توسط من الباري تعالى، فجائز ما وصفوه. و أما الفعل فيكون بتوسط منه، و ليس ما هو بلا توسط كالذي يكون بتوسط، بل الفعل قط لن يتحقق إلا بتوسط الإرادة، و لا ينعكس.

و أما الأولون مثل تاليس، و أنبدقليس فقد قالوا: الإرادة من جهة المبدع هي المبدع و من جهة المبدع هي المبدع. و فسروا هذا بأن الإرادة من جهة الصورة هي المبدع، و من جهة الأثر هي المبدع. و لا يجوز أن يقال إنها من جهة الصورة هي المبدع، لأن صورة الإرادة عند المبدع قبل أن يبدع، فغير جائز أن تكون ذات صورة الشي‌ء الفاعل هي المفعول، بل من جهة أثر ذات الصورة هي المفعول.

و مذهب أفلاطون و أرسطوطاليس هذا بعينه، و في الفصل انغلاق.

الفصل الثاني حكماء الأصول‌

حكماء الأصول الذين هم من القدماء إلا أنا لم نجد لهم رأيا في المسائل المذكورة غير حكم مرسلة عملية أوردناها لئلا تشذ مذاهبهم عن القسمة، و لا يخلو الكتاب عن تلك الفوائد.

فمنهم الشعراء: الذين يستدلون بشعرهم، و ليس شعرهم على وزن و قافية، و لا الوزن و القافية ركن في الشعر عندهم، بل الركن في الشعر عندهم إيراد المقدمات المخيلة فحسب. ثم قد يكون الوزن و القافية معينين في التخيل. فإن كانت‌


[1] برمنيدس الأصغر: كان تلميذا لسقراط الصغير، و قد سأل أستاذه، هل هناك مثل للشعر و الأقذار؟

فأنكر سقراط في جوابه أن يكون لمثل هذه الأشياء الوضيعة مثل. و قد ذهب في فلسفته إلى أن الحقيقة لا يمكن أن يصل إليها الإنسان إلا بطريق العقل وحده، لأن الحواس غاشة خادعة. (قصة الفلسفة اليونانية ص 166 و 213).

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست