مثل ما قاله أصحابه. و كذا
القول في القدر و السمع، و العقل، و انفرد الكعبي عن أستاذه بمسائل[1]:
منها قوله: إن إرادة
الباري تعالى ليست صفة قائمة بذاته، و لا هو مريد لذاته، و لا إرادته حادثة في محل
أو لا في محل، بل إذا أطلق عليه أنه مريد فمعناه أنه عالم، قادر، غير مكره في
فعله، و لا كاره، ثم إذا قيل هو مريد لأفعاله، فالمراد به أنه خالق لها على وفق
علمه، و إذا قيل هو مريد لأفعال عباده، فالمراد به أنه آمر بها راض عنها، و قوله
في كونه سميعا بصيرا راجع إلى ذلك أيضا، فهو سميع بمعنى أنه عالم بالمسموعات، و
بصير بمعنى أنه عالم بالمبصرات.
و قوله في الرؤية كقول
أصحابه نفيا و إحالة[2].
غير أن أصحابه قالوا: يرى الباري تعالى ذاته، و يرى المرئيات، و كونه مدركا لذلك
زائد على كونه عالما و قد أنكر الكعبي ذلك؛ قال: معنى قولنا: يرى ذاته و يرى
المرئيات: أنه عالم بها فقط.
أصحاب أبي عليّ محمد بن
عبد الوهاب الجبّائي[5]،
و ابنه أبي هاشم عبد السلام[6]، و هما من معتزلة البصرة؛ انفردا عن أصحابهما بمسائل، و انفرد
أحدهما عن صاحبه بمسائل، أما المسائل التي انفردا بها عن أصحابهما.:
[1] تكلّم عبد القاهر
عن الكعبية و قال: هؤلاء أتباع أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن محمود البلخي
المعروف بالكعبي، خالف البصريين من المعتزلة في أحوال كثيرة. (راجعها ص 180).
[2] قال كثير منهم إنه
لا يرى شيئا و لا يبصر بحال و ليس معبودهم على هذا القول إلّا كما نهى إبراهيم
الخليل عليه السلام أباه عن عباده حيث قال: (إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا
يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيئا). (التبصير ص 37).
[3] انظر في شأن هذه
الفرقة. (التبصير ص 52 و الفرق بين الفرق ص 183).
[4] انظر في شأن هذه
الفرقة. (التبصير ص 53 و الفرق بين الفرق ص 184).