ابن عبد الملك «1» و بالمغرب الآن منهم شرذمة قليلة في
بلد إدريس «2» بن عبد اللّه الحسني الذي خرج
بالمغرب. في أيام أبي جعفر المنصور «3».
و يقال لهم الواصلية، و
اعتزالهم يدور على أربع قواعد:
* القاعدة الأولى: القول
بنفي صفات الباري تعالى؛ من العلم و القدرة، و الإرادة، و الحياة، و كانت هذه
المقالة في بدئها غير نضيجة. و كان واصل بن عطاء يشرع فيها على قول ظاهر، و هو
الاتفاق على استحالة وجود إلهين قديمين أزليين.
قال: و من أثبت معنى صفة
قديمة فقد أثبت إلهين.
و إنما شرعت أصحابه فيها
بعد مطالعة كتب الفلاسفة. و انتهى نظرهم فيها إلى ردّ جميع الصفات إلى كونه: عالما
قادرا. ثم الحكم بأنهما صفتان ذاتيتان هما:
اعتباران للذات القديمة
كما قال الجبّائي «4» أو حالان كما قال أبو هشام «5».
و ميل أبي الحسن البصري
إلى ردهما إلى صفة واحدة و هي العالمية، و ذلك عين مذهب الفلاسفة، و سنذكر تفصيل
ذلك.
و كان السلف يخالف في ذلك
إذ وجدوا الصفات مذكورة في الكتاب و السنّة.