(cs( و اختلفوا في الإمامة، و القول فيها نصا، و
اختيارا، كما سيأتي عند مقالة كل طائفة[2].
و الآن نذكر ما يختص
بطائفة من المقالة التي تميّزت بها عن أصحابها.
1- الواصليّة
أصحاب أبي حذيفة و أصل بن
عطاء الغزّال[3] الألثغ[4]. كان تلميذا للحسن البصري[5] يقرأ عليه العلوم و الأخبار. و كانا في أيام عبد الملك بن مروان[6]، و هشام
- و على وجوب البعثة حيث
حسنت، و لا بدّ للرسول صلى اللّه عليه و سلّم من شرع جديد، أو إحياء مندرس، أو
فائدة لم تحصل من غيره. و أن آخر الأنبياء محمد صلى اللّه عليه و سلّم و القرآن
معجزة له. و أن الإيمان قول، و معرفة و عمل.
و أن المؤمن من أهل
الجنة. و على المنزلة بين المنزلتين، و هو أن الفاسق لا يسمّى مؤمنا و لا كافرا
[هناك طائفة منهم ترى ما يراه المرجئة في الإيمان، و هو أن العمل ليس جزءا منه،
كما أنها ترى أن الفاسق ليس في منزلة بين الإيمان و الكفر بل هو مؤمن] و أجمعوا
على أن فعل العبد غير مخلوق فيه. و أجمعوا على تولى الصحابة [و لكنهم اختلفوا في
عثمان بعد الأحداث] و أجمعوا على وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر».
[2] لقد امتازت
المعتزلة من بين فرق المتكلّمين بحرية الرأي، و الاعتماد على العقل، و عدم التقيّد
بنصوص القرآن و الحديث، ممّا كان له الأثر العظيم في كثرة اختلافاتهم. و لهذا
يعاني من يكتب عنهم مشاق عظيمة في أن يجعل لهم مذهبا موحّدا مجمعا عليه منهم. و
كأن الجدل و الخلاف في الرأي، هو الأصل الذي قام عليه مذهب هذه الفرقة، و إنك
لتدهش حين تريد أن تعرف عندهم مسألة من المسائل الكلامية من كثرة الاختلافات التي
تراها عندهم.
[3] لم يكن غزّالا، و
إنما لقب به لتردّده على سوق الغزالين بالبصرة. (راجع بشأن هذه الفرقة: الفرق بين
الفرق ص 117 و التبصير ص 40).
[4] كان يلثغ بالراء
فيجعلها غينا فتجنّب الراء في خطابه و ضرب به المثل في ذلك. و كانت تأتيه الرسائل
و فيها الراءات فإذا قرأها أبدل كلمات الراء منها بغيرها حتى في آيات من القرآن. و
من أقوال الشعراء في ذلك، لأحدهم: