responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 58

ارتكبها، استحق الخلود في النار، لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار.

و سمّوا هذا النمط: وعدا و وعيدا.

(cs( و اتفقوا على أنّ أصول المعرفة، و شكر النعمة واجبة قبل ورود السمع. و الحسن و القبح يجب معرفتهما بالعقل. و اعتناق الحسن، و اجتناب القبيح واجب كذلك.

و ورود التكاليف ألطاف للباري تعالى، أرسلها إلى العباد بتوسط الأنبياء عليهم السلام امتحانا و اختبارا [1] لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‌ مَنْ حَيَّ عَنْ‌


[1] و من الأمور التي أجمعوا عليها و التي ذكرها عبد القاهر في «الفرق بين الفرق» ص 114- 115: «قولهم جميعا بأن اللّه تعالى غير خالق لأكساب الناس و لا لشي‌ء من أعمال الحيوانات ... و أنه ليس للّه عزّ و جل في أكسابهم و لا في أعمال سائر الحيوانات صنع و تقدير و لأجل هذا القول سمّاهم المسلمون قدرية».

«و منها اتفاقهم على دعواهم في الفاسق من أمّة الإسلام بالمنزلة بين المنزلتين، و هي أنه فاسق، لا مؤمن و لا كافر و لأجل هذا سمّاهم المسلمون «معتزلة» لاعتزالهم قول الأمة بأسرها.

و للإفادة، رأينا أن نذكر هنا ما أجمع عليه المعتزلة على لسان عالمين من علمائهم و هما: أبو الحسين الخيّاط في كتابه «الانتصار» ص 5، و المهدي الدين أحمد بن يحيى المرتضى في كتابه «المنية و الأمل» ص 6. يقول الخياط: «أما جملة قول المعتزلة الذي يشتمل على جماعتها، فليس يمكنك عيبه، و لا الطعن فيه، ما كنت مظهرا لدين الإسلام [يقصد بهذا أحمد بن يحيى بن إسحاق الروندي صاحب كتاب «فضيحة المعتزلة» الذي ألّف في الردّ عليه الخيّاط كتابه «الانتصار» و يقال إن كتاب «الفرق بين الفرق» للبغدادي مقتبس من كتاب ابن الروندي هذا]، لأن الأمة بأسرها تصدق المعتزلة في أصولها التي تعتقدها و تدين بها و هو أن اللّه واحد لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ [سورة الشورى: الآية 11] لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ [سورة الأنعام: الآية 102] و لا تحيط به الأقطار، و أنه لا يحول و لا يزول و لا يتغيّر و لا ينتقل و أنه‌ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ‌ [سورة الحديد: الآية 3] و أنه‌ فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ‌ [سورة الزخرف: الآية 84] و أنه‌ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى‌ ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى‌ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا [سورة المجادلة: الآية 7] و أنه القديم و ما سواه محدث، و أنه العدل في قضائه، الرحيم بخلقه، الناظر لعباده، و أنه لا يحب الفساد وَ لا يَرْضى‌ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ [سورة الزمر: الآية 7] و لا يريد ظلما للعالمين، و أن خير الخلق أطوعهم له، و أنه الصادق في أخباره، الموفي بوعده و وعيده، و أن الجنّة دار المتقين و النار دار الفاسقين».

أما المرتضى فيقول: «و أما ما أجمعوا عليه فقد أجمعت المعتزلة على أن للعالم محدثا، قديما، قادرا عالما، حيا لا لمعان، ليس بجسم، و لا عرض، و لا جوهر، غنيا، واحدا، لا يدرك بحاسة، عدلا، حكيما، لا يفعل القبيح، و لا يريده، كلف تعريضا للثواب و مكن من الفعل، و زاح العلة، و لا بدّ من الجزاء.-

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست