responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 51

الجزاء، يقال: «كما تدين تدان» أي كما تفعل تجازى. و قد يرد بمعنى الحساب يوم المعاد و التناد، قال اللّه تعالى: ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ‌ [1]، فالمتدين هو المسلم المطيع المقرّ بالجزاء و الحساب يوم التناد و المعاد، قال اللّه تعالى: وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [2].

و لمّا كان نوع الإنسان محتاجا إلى اجتماع مع آخر بني جنسه في إقامة معاشه، و الاستعداد لمعاده،؛ و ذلك الاجتماع يجب أن يكون على شكل يحصل به التمانع و التعاون حتى يحفظ بالتمانع ما هو أهله، و يحصل بالتعاون ما ليس له، فصورة الاجتماع على هذه الهيئة هي الملّة. و الطريق الخاص الذي يوصل إلى هذه الهيئة هو المنهاج، و الشرعة، و السّنّة. و الاتفاق على تلك السنة هي الجماعة، قال اللّه تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً [3].

و لن يتصوّر وضع الملّة، و شرع الشرعة إلّا بواضع شارع يكون مخصوصا من عند اللّه بآيات تدلّ على صدقه، و ربما تكون الآية مضمنة في نفس الدعوى. و قد تكون ملازمة و ربما تكون متأخرة.

ثم علم أن الملّة الكبرى هي ملة إبراهيم الخليل عليه السلام، و هي الحنيفية التي تقابل الصبوة [4] تقابل التضادّ. و سنذكر كيفية ذلك إن شاء اللّه تعالى، قال اللّه تعالى: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ‌ [5].

و الشريعة ابتدأت من نوح عليه السلام. قال اللّه تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً [6]، و الحدود و الأحكام ابتدأت من آدم، و شيث، و إدريس عليهم‌


[1] سورة التوبة: الآية 36، و تمامها: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ‌.

[2] سورة المائدة: الآية 3.

[3] سورة المائدة: الآية 48.

[4] الصبوة: أي الميل عن الحق. و هي جهلة الفتوة.

[5] سورة الحج: الآية 78.

[6] سورة الشورى: الآية 13.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست