عن بكرة أبيهم و الفوطي و
الأصمّ اتفقا على أن اللّه تعالى يستحيل أن يكون عالما بالأشياء قبل كونها، و منعا
كون المعدوم شيئا.
و أبو الحسين الخياط، و
أحمد بن عليّ الشطوي صحبا عيسى الصوفي، ثم لزما أبا مجالد.
و تلمذ الكعبي[1] لأبي الحسين الخياط، و مذهبه بعينه
مذهبه، و أمّا معمر بن عبّاد السلمي، و ثمامة بن أشرس النميري، و أبو عثمان عمرو
بن بحر الجاحظ فكانوا في زمان واحد متقاربين في الرأي و الاعتقاد، منفردين عن
أصحابهم بمسائل في موضعها نذكرها.
و المتأخرون منهم أبو عليّ
الجبّائي[2]، و ابنه أبو هاشم، و القاضي عبد
الجبّار، و أبو الحسين البصري؛ قد لخصوا طرق أصحابهم، و انفردوا عنهم بمسائل
ستأتي.
أمّا رونق الكلام فابتداؤه
من الخلفاء العبّاسيين: هارون[3]، و المأمون[4]، و المعتصم[5]، و الواثق[6]، و المتوكل[7]، و انتهاؤه من الصاحب بن عباد و جماعة من الديالمة.
[1] هو أبو القاسم عبد
اللّه بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي شيخ من شيوخ المعتزلة. كان رأسا لطائفة منهم
سموها الكعبية نسبة إليه. توفي سنة 319 ه. (راجع العبر 2: 176 و شذرات الذهب 2:
281 و ابن خلكان 306).
[2] هو محمد بن عبد
الوهاب بن سلام الجبائي: من أئمة المعتزلة، و رئيس علماء الكلام في عصره. و إليه
نسبة الطائفة «الجبائية» له مقالات و آراء انفرد بها في المذهب. توفي سنة 303 ه/
916 م. (راجع المقريزي 2: 348 و وفيات الأعيان 1: 480 و اللباب 1: 208).
[3] توفي سنة 193 ه/
809 م. (راجع البداية و النهاية 10: 213).
[4] توفي سنة 218 ه/
833 م. (راجع تاريخ بغداد لابن الخطيب 10: 183).
[5] توفي سنة 227 ه/
841 م. (راجع ابن الأثير 6: 148- 179).
[6] توفي سنة 232 ه/
847 م. (راجع ابن الأثير 7: 10).
[7] توفي سنة 247 ه/
861 م. (راجع ابن الأثير 7: 11 و الطبري 11: 26).