و تلمذ له عمرو «1» بن عبيد، و زاد عليه في مسائل القدر.
و كان عمرو من دعاة يزيد «2»
الناقص أيام بني أميّة، ثم والى المنصور و قال بإمامته، و مدحه المنصور يوما،
فقال: نثرت الحب للناس فلقطوا غير عمرو بن عبيد.
و الوعيدية من الخوارج، و
المرجئة من الجبرية.
و القدرية ابتدءوا بدعتهم
في زمان الحسن، و اعتزل و اصل عنهم و عن أستاذه بالقول منه بالمنزلة بين
المنزلتين، فسمي هو و أصحابه معتزلة، و قد تلمذ له زيد بن عليّ و أخذ الأصول فلذلك
صارت الزيدية كلّهم معتزلة، و من رفض زيد بن عليّ لأنه خالف مذهب آبائه في الأصول،
و في التبرّي و التّولّي؛ و هم من أهل الكوفة؛ و كانوا جماعة سموا رافضة. ثم طالع
بعد ذلك شيوخ المعتزلة كتب الفلاسفة حين نشرت أيام المأمون
«3» فخلطت مناهجها بمناهج الكلام، و أفردتها فنا من فنون العلم، و
سمّتها باسم الكلام، إمّا لأن أظهر مسألة تكلموا فيها و تقاتلوا عليها، هي مسألة
الكلام، فسمي النوع باسمها. و إمّا لمقابلتهم الفلاسفة في تسميتهم فنا من فنون
علمهم بالمنطق، و المنطق و الكلام مترادفان.