responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 28

و شبّه النبي صلى اللّه عليه و سلّم كلّ فرقة ضالّة من هذه الأمّة بأمّة ضالّة من الأمم السالفة، فقال: «القدريّة مجوس هذه الأمّة»، و قال: «المشبّهة يهود هذه الأمّة، و الرّوافض نصاراها».

و قال عليه الصّلاة و السّلام جملة: «لتسلكنّ سبل الأمم قبلكم حذو القذّة بالقذّة [1]، و النّعل بالنّعل، حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه» [2].

المقدمة الرابعة في بيان أوّل شبهة وقعت في الملّة الإسلامية، و كيفية انشعابها، و من مصدرها، و من مظهرها

و كما قرّرنا أنّ الشبهات التي وقعت في آخر الزمان هي بعينها تلك الشبهات التي وقعت في أوّل الزمان، كذلك يمكن أن نقرر في زمان كل نبيّ و دور صاحب كلّ ملّة و شريعة: أنّ شبهات أمّته في آخر زمانه؛ ناشئة من شبهات خصماء أوّل زمانه من الكفّار و الملحدين و أكثرها من المنافقين، و إن خفي علينا ذلك في الأمم السالفة لتمادي الزمان، فلم يخف في هذه الأمة أنّ شبهاتها نشأت كلّها من شبهات منافقي زمن النبي عليه الصّلاة و السلام، إذ لم يرضوا بحكمه فيما كان يأمر و ينهى، و شرعوا فيما لا مسرح للفكر فيه و لا مسرى، و سألوا عما منعوا من الخوض فيه، و السؤال عنه، و جادلوا بالباطل فيما لا يجوز الجدال فيه.

اعتبر حديث ذي الخويصرة [3] التميمي، إذ قال: اعدل يا محمّد فإنّك لم تعدل، حتى قال عليه الصلاة و السلام: «إن لم أعدل فمن يعدل؟» فعاد اللعين و قال: «هذه قسمة ما أريد بها وجه اللّه تعالى»، و ذلك خروج صريح على النبيّ عليه الصلاة و السلام و لو صار من اعترض على الإمام الحق خارجا، فمن اعترض‌


[1] القذّة، بالضمّ: ريش السّهم و الجمع قذذ.

[2] الضبّ: حيوان من الزحافات شبيه بالحرذون ذنبه كثير العقد.

[3] ذو الخويصرة التميمي و هو حرقوص بن زهير. شهد مع علي في صفين ثم صار من الخوارج و من أشدهم على علي. قتل سنة 37. (أسد الغابة 1: 396).

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست