و ذكر عن هشام بن سالم، و
محمد بن النعمان أنهما أمسكا عن الكلام في اللّه، و رويا عمن يوجبان تصديقه أنه
سئل عن قول اللّه تعالى: وَ أَنَّ إِلى رَبِّكَ
الْمُنْتَهى[1] قال: إذا بلغ الكلام إلى اللّه تعالى
فأمسكوا، فأمسكا عن القول في اللّه، و التفكر فيه حتى ماتا، هذا نقل الوراق.
و من جملة الشيعة:
(ي) اليونسيّة[2]: أصحاب يونس[3] بن عبد الرحمن القمّي مولى آل يقطين. زعم أن الملائكة تحمل العرش، و
العرش يحمل الرب تعالى، إذ قد ورد في الخبر: أن الملائكة تئط أحيانا من وطأة عظمة
اللّه تعالى على العرش.
و هو من مشبهة الشيعة، و
قد صنف لهم كتبا في ذلك.
(ك) النّصيريّة[4]، و الإسحاقيّة[5]: من جملة غلاة الشيعة. و لهم جماعة
[2] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 70 و مقالات الإسلاميين 1: 106 و التبصير ص 24).
[3] هو يونس بن عبد
الرحمن مولى علي بن يقطين، أبو محمد: فقيه إمامي عراقي، من أصحاب موسى بن جعفر.
كان علي بن موسى (الرضا) يشبهه بسلمان الفارسي. ولد أيام هشام بن عبد الملك. له
نحو ثلاثين كتابا منها: الدلالة على الخير، و الشرائع، و جوامع الآثار، و الردّ
على الغلاة ... توفي سنة 208 ه/ 823 م. (راجع منه. ج المقال ص 377 و فهرست الطوسي
ص 181).
[4] تكلم النوبختي في
كتابه فرق الشيعة عن فرقة من غلاة الشيعة تنتسب إلى محمد بن نصير النميري فقال في
ص 78: «و قد شذّت فرقة من القائلين بإمامة علي بن محمد في حياته فقالت بنبوة رجل
يقال له محمد بن نصير النميري، و كان يدعي أنه نبي بعثه أبو الحسن العسكري. و كان
يقول بالتناسخ و الغلو في أبي الحسن و يقول فيه بالربوبية و يقول بالإباحة للمحارم
و يحلّل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم و يزعم أن ذلك من التواضع و التذلل و
أنه من الشهوات و الطيبات و أن اللّه عزّ و جل لم يحرم شيئا من ذلك. و كان يقوي
أسباب هذا النميري محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات». (راجع شرح ابن أبي الحديد 2:
309 و تعريفات ص 163).
[5] هي التي أحدثها
إسحاق بن زيد بن الحارث و كان من أصحاب عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر
بن أبي طالب و كان يقول بالإباحة و إسقاط التكليف و يثبت لعلي شركة مع رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و سلّم ثم صارت الإسحاقية مثل النصيرية فقالوا إن اللّه حلّ في
عليّ. (راجع ابن أبي الحديد 2: 309 و تعريفات ص 17).