الإمامة لنفسه أنه عرج به
إلى السماء، و رأى معبوده فمسح بيده رأسه، و قال:
يا بني، انزل فبلّغ عني.
ثم أهبطه إلى الأرض. فهو الكسف الساقط من السماء.
و زعم أيضا أن الرسل لا
تنقطع أبدا، و الرسالة لا تنقطع. و زعم أن الجنة رجل أمرنا بموالاته، و هو إمام الوقت.
و أن النار رجل أمرنا بمعاداته، و هو خصم الإمام. و تأول المحرمات كلها على أسماء
رجال أمرنا اللّه تعالى بمعاداتهم. و تأول الفرائض على أسماء رجال أمرنا
بموالاتهم. و استحل أصحابه قتل مخالفيهم و أخذ أموالهم، و استحلال نسائهم. و هم
صنف من الخرّمية. و إنما مقصودهم من حمل الفرائض و المحرمات على أسماء رجال: هو أن
من ظفر بذلك الرجل و عرفه فقد سقط عنه التكليف، و ارتفع الخطاب إذ قد وصل إلى
الجنة و بلغ الكمال.
و مما أبدعه العجلي أنه
قال: إن أول ما خلق اللّه تعالى هو عيسى ابن مريم عليه السلام، ثم علي بن أبي طالب
كرم اللّه وجهه.
(و) الخطّابيّة[1]: أصحاب أبي الخطاب محمد[2] بن أبي زينب الأسدي الأجدع مولى بني
أسد، و هو الذي عزا نفسه إلى أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق رضي اللّه عنه.
فلما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه تبرأ منه و لعنه، و أمر أصحابه بالبراءة
منه. و شدد القول في ذلك، و بالغ في التبري منه و اللعن عليه، فلما اعتزل عنه ادعى
الإمامة لنفسه.
زعم أبو الخطاب أن الأئمة
أنبياء ثم آلهة. و قال بإلهية جعفر بن محمد، و إلهية آبائه رضي اللّه عنهم. و هم
أبناء اللّه و أحباؤه. و الإلهية نور في النبوة، و النبوة نور في الإمامة. و لا
يخلو العالم من هذه الآثار و الأنوار. و زعم أن جعفرا هو الإله
[1] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 247 و التبصير ص 73 و مقالات الإسلاميين 1: 75 و الحور
العين ص 169 و دائرة المعارف للبستاني 1: 483 و خطط المقريزي 1: 352).
[2] يكنى أيضا أبا
إسماعيل و أبا الظبيان. كان يقول إن لكل شيء من العبادات باطنا. قتله عيسى بن
موسى سنة 143 ه. (راجع فرق الشيعة ص 42).