كانَ ظَلُوماً
جَهُولًا[1] و زعم أنه نزل في حق عمر قوله تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ* فَلَمَّا
كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ[2].
و لما أن قتل المغيرة
اختلف أصحابه، فمنهم من قال بانتظاره و رجعته، و منهم من قال بانتظار إمامة محمد،
كما كان يقول هو بانتظاره، و قد قال المغيرة بإمامة أبي جعفر محمد بن عليّ رضي
اللّه عنهما، ثم غلا فيه و قال بإلهيته فتبرأ منه الباقر و لعنه، و قد قال المغيرة
لأصحابه: انتظروه، فإنه يرجع، و جبريل و ميكائيل يبايعانه بين الركن و المقام و
زعم أنه يحيي الموتى.
(ه) المنصوريّة[3]: أصحاب أبي منصور[4] العجلي، و هو الذي عزا نفسه إلى أبي
جعفر محمد بن علي الباقر في الأول، فلما تبرأ منه الباقر و طرده زعم أنه هو
الإمام، و دعا الناس إلى نفسه، و لما توفي الباقر قال: انتقلت الإمامة إليّ و
تظاهر بذلك و خرجت جماعة منهم بالكوفة في بني كندة حتى وقف يوسف بن عمر الثقفي
والي العراق في أيام هشام بن عبد الملك على قصته و خبث دعوته، فأخذه و صلبه.
زعم أبو منصور العجلي أن
عليا رضي اللّه عنه هو الكسف الساقط من السماء. و ربما قال: الكسف الساقط من
السماء هو اللّه تعالى. و زعم حين ادعى
[3] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 243 و فرق الشيعة ص 34 و مقالات الإسلاميين 1: 74 و
التبصير ص 73).
[4] أبو منصور العجلي:
رجل من عبد القيس كان يسكن الكوفة. كان أميا لا يقرأ و نشأ بالبادية، فلما مات أبو
جعفر محمد بن علي بن الحسين ادّعى أبو منصور هذا أن أبا جعفر فوّض إليه أمره و
جعله وصيّة من بعده ثم تجاوز ذلك فادعى نفسه أنه نبي و رسول، و أن جبريل يأتيه
بالوحي من عند اللّه، و زعم أن اللّه تعالى أرسل محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم
بالتنزيل، و أرسله هو بالتأويل، و استمرت فتنة هذا الضال المخرق حتى وقف على
عوراته يوسف بن عمر الثقفي فأخذه و صلبه. ثم قام من بعده ابنه الحسين بن أبي منصور
فتنبأ و ادعى مرتبة أبيه فقتله المهدي العباسي مع جماعة من أصحابه و صلبهم. (راجع
فرق الشيعة ص 38 و الفرق بين الفرق ص 243).