و منهم من قال موته صحيح،
و النص لا يرجع قهقرى، و الفائدة في النص بقاء الإمامة في أولاد المنصوص عليه دون
غيرهم. فالإمام بعد إسماعيل: محمد بن إسماعيل، و هؤلاء يقال لهم المباركية[1]. ثم منهم من وقف على محمد[2] بن إسماعيل و قال برجعته بعد غيبته.
و منهم من ساق الإمامة في
المستورين منهم، ثم في الظاهرين القائمين من بعدهم، و هم الباطنية، و سنذكر
مذاهبهم على الانفراد، و إنما مذهب هذه الفرقة الوقف على إسماعيل بن جعفر، أو محمد
بن إسماعيل. و الإسماعيلية المشهورة في الفرق منهم هم الباطنية التعليميّة الذين
لهم مقالة مفردة.
(و) الموسويّة[3]، و المفضّليّة[4]: فرقة واحدة قالت بإمامة موسى[5] بن جعفر نصا عليه بالاسم، حيث قال الصادق رضي اللّه عنه: سابعكم
قائمكم، و قيل صاحبكم قائمكم، ألا و هو سمي صاحب التوراة.
و لما رأت الشيعة أن أولاد
الصادق على تفرق، فمن ميت في حال حياة أبيه
[1] سموا بالمباركية
برئيس لهم كان يسمى المبارك مولى إسماعيل بن جعفر و هو كوفي. (فرق الشيعة ص 69).
[2] ذكر أصحاب الأنساب
في كتبهم أن محمد بن إسماعيل بن جعفر مات و لم يعقب. (الفرق بين الفرق ص 64). و
محمد بن إسماعيل بن جعفر هو الذي سأل عمه الإمام أبا الحسن موسى أن يأذن له في
الخروج إلى العراق و أن يرضى عنه و يوصيه بوصيّة فأذن له و أوصاه و دفع له ثلاث
صرر كل صرّة فيها مائة و خمسون دينارا ثم أعطاه ألفا و خمسمائة درهم فلما وصل إلى
العراق دخل على الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر
بالمدينة يجبى له الخراج و أنت بالعراق يجبى لك الخراج ... فأمر الخليفة له بمائة
ألف درهم فلما قبضها و حملت إلى منزله أخذته الريح في جوف ليلته فمات و حول من
الغد المال الذي حمل إليه. (فرق الشيعة 68).
[3] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 63 و التبصير ص 23 و مقالات الأشعري 1: 100) و سمّاها
«الموسائية» و ليس بقياس و الصواب في النسب إلى موسى «موسوية» كما هنا و فيما
أشرنا إليه من المراجع.