responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 194

الصادق، و هو ذو علم غزير في الدين، و أدب كامل في الحكمة، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات.

و قد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه، و يفيض على الموالين له أسرار العلوم. ثم دخل العراق و أقام بها مدة. ما تعرض للإمامة قط، و لا نازع أحدا في الخلافة قط. و من غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شطّ، و من تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط. و قيل: من أنس باللّه توحش عن الناس، و من استأنس بغير اللّه نهبه الوسواس.

و هو من جانب الأب ينتسب إلى شجرة النبوة، و من جانب الأم ينتسب إلى أبي بكر [1] الصديق رضي اللّه عنه. و قد تبرأ عما كان ينسب إليه بعض الغلاة و برئ منهم و لعنهم. و برئ من خصائص مذاهب الرافضة و حماقاتهم من القول بالغيبة و الرجعة، و البداء، و التناسخ، و الحلول و التشبيه. لكن الشيعة بعده افترقوا و انتحل كل واحد منهم مذهبا، و أراد أن يروّجه على أصحابه فنسبه إليه و ربطه به، و السيد برئ من ذلك و من الاعتزال، و القدر أيضا.

هذا قوله في الإرادة «إن اللّه تعالى أراد بنا شيئا و أراد منا شيئا. فما أراده بنا طواه عنا، و ما أراده منا أظهره لنا. فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا؟».


- المدينة و يقول: يا باقر، يا باقر، متى ألقاك؟ فمرّ يوما في بعض سكك المدينة فناولته جارية صبيا كان في حجرها فقال لها: من هذا؟ فقالت: هذا محمد بن علي بن الحسين بن علي، فضمه إلى صدره و قبّل رأسه و يديه ثم قال: يا بنيّ جدّك رسول اللّه يقرئك السلام. ثم قال جابر: قد نعيت إلى نفسي فمات في تلك الليلة.

و حجتهم في هذا أن رسول اللّه بعث يقرئ عليه السلام. فدلّ على أنه المهدي المنتظر».

[1] أمّه أم فروة و قيل أم القاسم و اسمها قريبة أو فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. و أمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر و هذا معنى قول الصادق إن أبا بكر ولدني مرّتين و في ذلك يقول الشريف الرضي:

و حزنا عتيقا و هو غاية فخركم‌

 

بمولد بنت القاسم بن محمد

 

(راجع أعيان الشيعة 4: 542).

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست