أصحاب كيسان[2]، مولى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
كرم اللّه وجهه، و قيل تلمذ للسيد محمد[3] بن الحنفية رضي اللّه عنه، يعتقدون فيه اعتقادا فوق حده و درجته، من
إحاطته بالعلوم كلها، و اقتباسه من السيدين الأسرار بجملتها من علم التأويل و
الباطن، و علم الآفاق، و الأنفس.
و يجمعهم القول بأن الدين
طاعة رجل، حتى حملهم ذلك على تأويل الأركان الشرعية من الصلاة و الصيام و الزكاة و
الحج، و غير ذلك على رجال، فحمل بعضهم على ترك القضايا الشرعية بعد الوصول إلى
طاعة الرجل، و حمل بعضهم على ضعف الاعتقاد بالقيامة، و حمل بعضهم على القول
بالتناسخ و الحلول، و الرجعة بعد الموت. فمن مقتصر على واحد معتقد أنه لا يموت، و
لا يجوز أن يموت حتى يرجع، و من معتقد حقيقة الإمامة إلى غيره، ثم متحسر عليه،
متحير فيه، و من مدّع حكم الإمامة و ليس من الشجرة.
و كلهم حيارى متقطعون، و
من اعتقد أن الدين طاعة رجل و لا رجل له فلا دين له نعوذ باللّه من الحيرة و الحور
بعد الكور[4]، رب اهدنا السبيل.
[1] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 38 و نسبها إلى المختار بن أبي عبيد الثقفي و مروج
الذهب 3: 87 و مقالات الإسلاميين 1: 89 و جعلها أحدى عشرة فرقة).