و لهيبها. فيتألم بذلك على
قدر معصيته ثم يدخل الجنة، و مثّل ذلك بالحبة على المقلاة المؤججة بالنار.
و نقل عن بشر بن غياث
المريسي[1] أنه قال: إذا دخل أصحاب الكبائر النار
فإنهم سيخرجون عنها بعد أن يعذبوا بذنوبهم. و أما التخليد فيها فمحال، و ليس بعدل.
و قيل إن أول من قال
بالإرجاء: الحسن[2] بن محمد بن عليّ بن أبي طالب، و كان
يكتب فيه الكتب إلى الأمصار. إلا أنه ما أخر العمل عن الإيمان كما قالت المرجئة
اليونسية، و العبيديّة، لكنه حكم بأن صاحب الكبيرة لا يكفر إذ الطاعات و ترك
المعاصي ليست من أصل الإيمان حتى يزول الإيمان بزوالها.
أصحاب[4] أبي معاذ التومني، زعم أن الإيمان هو
ما عصم من الكفر، و هو اسم لخصال إذا تركها كفر، و كذلك لو ترك خصلة واحدة منها
كفر، و لا يقال للخصلة الواحدة منها إيمان، و لا بعض إيمان، و كل معصية كبيرة أو
صغيرة لم يجمع عليها المسلمون بأنها كفر لا يقال لصاحبها فاسق، و لكن يقال فسق و
عصى، قال: و تلك الخصال هي المعرفة و التصديق و المحبة، و الإخلاص، و الإقرار بما
جاء به الرسول، قال: و من ترك الصلاة و الصيام مستحلا كفر، و من
[1] في حديثه عن
المريسيّة قال عبد القاهر البغدادي ص 204: «هؤلاء مرجئة بغداد من أتباع بشر
المريسي و كان في الفقه على رأي أبي يوسف القاضي، غير أنه لما أظهر قوله بخلق
القرآن هجره أبو يوسف و ضلّلته الصفاتيّة في ذلك. و لما وافق الصفاتية- في القول
بأن اللّه تعالى خالق أكساب العباد، و في أن الاستطاعة مع الفعل- أكفرته المعتزلة
في ذلك فصار مهجور الصفاتية و المعتزلة معا.
[2]الحسن بن محمد بن
الحنفية الهاشمي العلوي. روي أنه صنّف كتابا في الإرجاء ثم ندم عليه، و كان من
عقلاء قومه و علمائهم. توفي سنة 101 ه و قيل سنة 95 ه. (الشذرات 1: 121).
[3] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 203 و التبصير ص 61 و مقالات الإسلاميين 1: 204).