و الخضوع له، و ترك
الاستكبار عليه، و المحبة بالقلب. فمن اجتمعت فيه هذه الخصال فهو مؤمن و ما سوى
ذلك من الطاعة فليس من الإيمان و لا يضر تركها حقيقة الإيمان، و لا يعذب على ذلك
إلا إذا كان الإيمان خالصا، و اليقين صادقا.
و زعم أن إبليس كان عارفا
باللّه وحده، غير أنه كفر باستكباره عليه، أَبى وَ
اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ[1] قال: و من تمكن في قلبه الخضوع للّه، و المحبة له على خلوص و يقين
لم يخالفه في معصية، و إن صدرت منه معصية فلا تضره بيقينه و إخلاصه. و المؤمن إنما
يدخل الجنة بإخلاصه و محبته، لا بعمله و طاعته.
2- العبيديّة
أصحاب عبيد المكتئب[2]. حكى عنه أنه قال: ما دون الشرك مغفور
لا محالة، و إن العبد إذا مات على توحيده لا يضره ما اقترف من الآثام و اجترح من
السيئات. و حكى اليمان عن عبيد المكتئب و أصحابه أنهم قالوا: إن علم اللّه تعالى
لم يزل شيئا غيره. و إن كلامه لم يزل شيئا غيره. و كذلك دين اللّه لم يزل شيئا
غيره.
و زعم أن اللّه- تعالى عن
قولهم- على صورة إنسان، و حل عليه قوله صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ اللّه خلق
آدم على صورة الرّحمن».
[2] في «الفصل في الملل
و الأهواء و النحل ص 187» أنه عبيد المكبت. و في «نسخة»: عبيد المكتب. و في تهذيب
التهذيب 7: 74: «هو عبيد بن مهران المكتب الكوفي»، روى عن مجاهد و الشعبي و
غيرهما.
قال أبو حاتم: ثقة صالح
الحديث. و قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث و روى عنه السفيانان و فضيل و غيرهم.
[3] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 203 و التبصير ص 60).
[4] هو غسان الكوفي
المرجئ. و ليس هو غسان بن أبان المحدث كما و هم بعضهم فإن ابن أبان يمامي و ذاك
كوفي. و قد زعم في كتابه أن قوله في هذا الكتاب أن الإيمان يزيد و لا ينقص كقول
أبي حنيفة فيه و هذا غلط منه عليه لأن أبا حنيفة قال: إن الإيمان هو المعرفة و
الإقرار باللّه تعالى و برسله و بما جاء من اللّه تعالى و رسله في الجملة دون
التفصيل و أنه لا يزيد و لا ينقص و لا يتفاضل الناس فيه، و غسان قد قال بأنه يزيد
و لا ينقص. (راجع ميزان الاعتدال 2: 321 و الفرق بين الفرق ص 141).