قبل هذا، فقال رشيد: إن لم
تجز البراءة منهم فإنا نعمل بما عملوا، فافترقوا في ذلك فرقتين.
(د) الشيبانية[1]: أصحاب شيبان[2] بن سلمة، الخارج في أيام مسلم[3]، و هو المعين له و لعلي[4] بن الكرماني على نصر[5] بن سيار، و كان من الثعالبة، فلما أعانهما برئت منه الخوارج، فلما
قتل شيبان ذكر قوم توبته، فقالت الثعالبة:
لا تصح توبته لأنه قتل
الموافقين لنا في المذهب، و أخذ أموالهم، و لا يقبل توبة من قتل مسلما و أخذ ماله
إلا بأن يقتص من نفسه، و يرد الأموال، أو يوهب له ذلك.
و من مذهب شيبان أنه قال
بالجبر، و وافق جهم بن صفوان في مذهبه إلى الجبر، و نفى القدرة الحادثة. و ينقل عن
زياد بن عبد الرحمن الشيباني أبي خالد أنه قال: إن اللّه تعالى لم يعلم حتى خلق
لنفسه علما، و أن الأشياء إنما تصير معلومة له
[1] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 102 و التبصير ص 34).
[2] هو شيبان بن سلمة
السدوسي الحروري. قال المقريزي: «هو أول من أظهر القول بالتشبيه. كان قبيل ظهور
الدعوة العباسية مقيما بمرو و ثار على نصر بن سيار (والي خراسان من قبل مروان بن
محمد)، خرج في أيام أبي مسلم الخراساني و أعانه على أعدائه في حروبه، ثم أخفر
عهده، فأرسل إليه أبو مسلم يدعوه إلى البيعة، فقال له شيبان أنا أدعوك إلى بيعتي.
و اختلفا. فسيّر أبو مسلم جيشا لقتاله فقتل شيبان على أبواب سرخس سنة 130 ه/ 748
م. (راجع الطبري 9: 102 و المحبر ص 255 و المقريزي 1: 355).
[3] هو أبو مسلم
الخراساني مؤسس الدولة العباسية قتله المنصور سنة 168 ه.
[4] هو علي بن جديع
الكرماني، طابق أبا مسلم على حرب نصر بن سيّار و ساعده في دعوته. قتله أبو مسلم
سنة 130 ه. (راجع الطبري 9: 104).
[5] كان شيخ مضر
بخراسان و والي بلخ ثم ولي إمرة خراسان سنة 120 ه. قويت الدعوة العباسية في أيامه
فكتب إلى بني مروان بالشام يحذرهم و ينذرهم، و هو صاحب الأبيات التي أرسلها إلى
مروان بن محمد:
أرى خلل الرماد وميض جمر
و يوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تذكى
و إن الحرب مبدؤها الكلام
فقلت من التعجب ليت شعري
أ أيقاظ أميّة أم ينام
مرض، و مات بساوة سنة
131 ه/ 748 م. (راجع ابن الأثير 5: 148 و خزانة البغدادي 1: 326).