(ج) الحمزيّة[1]: أصحاب حمزة بن أدرك[2]. وافقوا الميمونية في القدر و في سائر
بدعها، إلا في أطفال مخالفيهم و المشركين فإنهم قالوا: هؤلاء كلهم في النار.
و كان حمزة من أصحاب
الحسين بن الرقاد الذي خرج بسجستان من أهل أوق، و خالفه خلف الخارجي في القول
بالقدر، و استحقاق الرئاسة، فبرئ كل واحد منهما عن صاحبه، و جوز حمزة إمامين في
عصر واحد، ما لم تجتمع الكلمة، و لم تقهر الأعداء.
(د) الخلفيّة: أصحاب خلف[3] الخارجي؛ و هم من خوارج كرمان[4] و مكران[5]، خالفوا الحمزية في القول بالقدر، و أضافوا القدر خيره و شره إلى
اللّه تعالى، و سلكوا في ذلك مسلك أهل السنّة، و قالوا: الحمزية ناقضوا حيث قالوا:
لو عذب اللّه العباد على
أفعال قدّرها عليهم، أو على ما لم يفعلوه كان ظالما، و قضوا بأن أطفال المشركين في
النار، و لا عمل لهم، و لا ترك، و هذا من أعجب ما يعتقد من التناقض.
(ه) الأطرافية[6]: فرقة على مذهب حمزة في القول بالقدر،
إلا أنهم عذروا
[1] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 98 و التبصير ص 33 و مقالات الإسلاميين 1: 165).
[2] حمزة بن أدرك
الشامي الخارجي عاش بسجستان و خراسان و مكران و قهستان و كرمان و هزم الجيوش و كان
في الأصل من العجاردة الخازمية ثم خالفهم في باب القدر و الاستطاعة فقال فيهما
بقول القدرية فأكفرته الخازمية في ذلك ثم زعم أن أطفال المشركين في النار فأكفرته
القدرية في ذلك. كان ظهوره في أيام هارون الرشيد. (راجع المقريزي 4: 179 و الفرق
بين الفرق ص 98).
[3] و هو الذي قاتل
حمزة الخارجي. و الخلفية لا يرون القتال إلّا مع إمام منهم. و صارت الخلفية إلى
قول الأزارقة في شيء واحد، و هو دعواهم أن أطفال مخالفيهم في النار. (راجع الفرق
بين الفرق ص 96 و الاعتقادات ص 48).
[4] كرمان: ولاية
مشهورة بين فارس و مكران و سجستان. و خراسان. شرقيّها مكران و غربيّها أرض فارس و
شماليها مفازة خراسان و جنوبيها بحر فارس. (معجم البلدان 4: 454).
[5] راجع «كرمان» التي
تقدّم تحديدها في الهامش رقم
[4] .
[6] سموا بذلك لقولهم
إن من لم يعلم أحكام الشريعة من أصحاب أطراف العالم فهو معذور، و قد وافقوا أهل
السنّة في أصولهم. (اعتقادات ص 48 و تعريفات ص 19).