المكنى بأبي الصحاري؛ و هو
الذي غلب على الكوفة، و قتل من جيش الحجاج أربعة و عشرين أميرا، كلهم أمراء الجيوش،
ثم انهزم إلى الأهواز؛ و غرق في نهر الأهواز و هو يقول:
ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[1].
و ذكر اليمان[2] أن الشبيبية يسمون مرجئة الخوارج؛ لما
ذهبوا إليه من الوقف في أمر صالح. و يحكى عنه أنه برئ منه و فارقه، ثم خرج يدعي
الإمامة لنفسه، و مذهب شبيب ما ذكرناه من مذاهب البيهسية، إلا أن شوكته و قوته و
مقاماته مع المخالفين مما لم يكن لخارج من الخوارج، و قصته مذكورة في التواريخ.
أصحاب عبد الكريم[4] بن عجرد، وافق النجدات في بدعهم، و
قيل: إنه كان من أصحاب أبي بيهس، ثم خالفه و تفرد بقوله: تجب البراءة عن الطفل حتى
يدعى إلى الإسلام، و يجب دعاؤه إذا بلغ، و أطفال المشركين في النار مع آبائهم، و
لا يرى المال فيئا حتى يقتل صاحبه، و هم يتولون القعدة إذا عرفوهم بالديانة، و
يرون الهجرة فضيلة لا فريضة، و يكفرون بالكبائر، و يحكى عنهم أنهم ينكرون كون سورة
يوسف من القرآن، و يزعمون أنها قصة من القصص، قالوا: و لا يجوز أن تكون قصة العشق
من القرآن.
[2] هو اليمان بن رباب،
خراساني. قال الدارقطني: ضعيف من الخوارج، و هو من جلّتهم و رؤسائهم.
كان نظارا متكلما مصنفا
للكتب. له كتاب التوحيد و كتاب الردّ على المعتزلة في القدر و غيرها. (راجع لسان
الميزان 6: 316 و الفهرست ص 825).
[3] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 93 و التبصير ص 32 و مقالات الإسلاميين 1: 164).
[4] هو رئيس العجاردة،
و كان من أتباع عطية بن أسود الحنفي و قد حبسه السلطان، و لما اختلف من أتباعه
ميمون و شعيب في المشيئة كتب إليه أتباعه و هو في حبس السلطان في ذلك فكتب في
جوابهم: إنما نقول ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن و لا نلحق باللّه سوءا
فوصل الجواب إليهم بعد موت ابن عجرد و ادعى ميمون أنه قال بقوله لأنه قال: لا نلحق
باللّه سوءا. و قال شعيب: بل قال بقولي، لأنه قال: نقول ما شاء اللّه كان و ما لم
يشأ لم يكن. (الفرق بين الفرق ص 95- 96).