و الخامسة: حكمه بأن أطفال
المشركين في النار مع آبائهم.
و السادسة: أن التقية غير
جائزة في قول و لا عمل.
و السابعة: تجويزه أن يبعث
اللّه تعالى نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته، أو كان كافرا قبل البعثة. و الكبائر و الصغائر
إذا كانت بمثابة عنده و هي كفر، و في الأمة من جوز الكبائر و الصغائر على الأنبياء
عليهم السلام، فهي كفر.
و الثامنة: اجتمعت
الأزارقة على أن من ارتكب كبيرة من الكبائر كفر كفر ملة، خرج به عن الإسلام جملة،
و يكون مخلدا في النار مع سائر الكفار. و استدلوا بكفر إبليس، و قالوا: ما ارتكب
إلا كبيرة حيث أمر بالسجود لآدم عليه السلام فامتنع، و إلا فهو عارف بوحدانية
اللّه تعالى.
أصحاب نجدة بن عامر
الحنفي[2]، و قيل عاصم. و كان من شأنه أنه خرج
من اليمامة مع عسكره يريد اللحوق بالأزارقة. فاستقبله أبو فديك[3]، و عطية بن الأسود الحنفي في الطائفة
الذين خالفوا نافع بن الأزرق، فأخبروه بما أحدثه نافع من الخلاف، بتكفير القعدة
عنه، و سائر الأحداث و البدع[4]، و بايعوا نجدة و سموه أمير المؤمنين، ثم اختلفوا على نجدة فأكفره
قوم منهم لأمور نقموها عليه.
منها أنه بعث ابنه مع جيش
إلى أهل القطيف[5] فقتلوا رجالهم، و سبوا
[1] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 87 و التبصير ص 30 و خطط المقريزي 2: 354 و مقالات
الإسلاميين 1: 162 و ما بعدها).
[2] نجدة بن عامر
الحنفي: استولى على اليمامة و البحرين في سنة 66 ه. قتله أصحابه سنة 69 ه. (راجع
العبر 1: 74).
[3] أبو فديك: هو عبد
اللّه بن ثور من بني قيس بن ثعلبة من رءوس الخوارج و ممن أجمع على نجدة بن عامر
الحنفي. (راجع الطبري 7: 57).
[4] راجع الكامل 3: 175
و مجمع البيان 2: 98 و شرح الكامل 7: 237.