الانبعاث تأييدهم
بالمعجزات[1] و عصمتهم[2] من الموبقات من جملة الواجبات، إذ لا بد من طريق للمستمع يسلكه
ليعرف به صدق المدعي، و لا بد من إزاحة العلل؛ فلا يقع في التكليف تناقض.
و المعجزة: فعل خارق
للعادة، مقترن بالتّحدي، سليم عن المعارضة، يتنزل منزلة التصديق بالقول من حيث
القرينة. و هو منقسم إلى خرق المعتاد، و إلى إثبات غير المعتاد. و الكرامات
للأولياء حق، و هي من وجه تصديق للأنبياء، و تأكيد للمعجزات.
و الإيمان و الطاعة بتوفيق
اللّه. و الكفر و المعصية بخذلانه. و التوفيق عنده:
خلق القدرة على الطاعة، و
الخذلان عنده: خلق القدرة على المعصية. و عند بعض أصحابه: تيسير أسباب الخير هو
التوفيق، و بضده الخذلان. و ما ورد به السمع من الإخبار عن الأمور الغائبة مثل:
القلم، و اللوح، و العرش، و الكرسي، و الجنة، و النار؛ فيجب إجراؤها على ظاهرها و
الإيمان بهما كما جاءت، إذ لا استحالة في إثباتها. و ما ورد من الأخبار عن الأمور
المستقبلة في الآخرة مثل: سؤال القبر، و الثواب و العقاب فيه، و مثل: الميزان، و
الحساب، و الصراط، و انقسام الفريقين:
فريق في الجنة، و فريق في
السعير، حق يجب الاعتراف بها و إجراؤها على ظاهرها، إذ لا استحالة في وجودها.
و القرآن عنده معجزة من
حيث: البلاغة و النظم، و الفصاحة، إذ خيّر العرب بين السيف و بين المعارضة.
فاختاروا أشد القسمين اختيار عجز عن المقابلة. و من
[1] كإحياء الموتى و
قلب العصا حيّة، و إخراج ناقة من صخرة و كلام الشجر و الجماد و الحيوان، و نبع
الماء من بين الأصابع ... (راجع لباب التأويل 2: 221).
[2] العصمة: ملكة
اجتناب المعاصي مع التمكّن منها. أو هي قوّة يودعها اللّه في عبده، تمنعه عن
ارتكاب شيء من المعاصي و المكروهات مع بقاء الاختيار أو لطف من اللّه يحمل عبده
على فعل الخير و يمنعه عن الشر.