ناظِرَةٌ[1] إلى غير ذلك من الآيات و الأخبار.
قال: و لا يجوز أن تتعلق به الرؤية على جهة، و مكان، و صورة و مقابلة، و اتصال
شعاع أو على سبيل انطباع، فإن كل ذلك مستحيل.
و له قولان في ماهية
الرؤية:
أحدهما: أنه علم مخصوص، و
يعني بالخصوص أنه يتعلق بالوجود دون العدم.
و الثاني: إنه إدراك وراء
العلم لا يقتضي تأثيرا في المدرك، و لا تأثرا عنه.
و أثبت أن السمع و البصر
للباري تعالى صفتان أزليتان؛ هما إدراكان وراء العلم يتعلقان بالمدركات الخاصة بكل
واحد بشرط الوجود. و أثبت اليدين، و الوجه صفات خبرية. فيقول: ورد بذلك السمع فيجب
الإقرار به كما ورد، و صغوه[2] إلى طريقة السلف من ترك التعرض للتأويل، و له قول أيضا في جواز
التأويل.
و مذهبه في الوعد و
الوعيد، و الأسماء، و الأحكام، و السمع، و العقل مخالف للمعتزلة من كل وجه.
قال: الإيمان هو التصديق
بالجنان. و أما القول باللسان و العمل بالأركان ففروعه. فمن صدق بالقلب أي أقر
بوحدانية اللّه تعالى، و اعترف بالرسل تصديقا لهم فيما جاءوا به من عند اللّه
تعالى بالقلب صح إيمانه، حتى لو مات عليه في الحال كان مؤمنا ناجيا، و لا يخرج من
الإيمان إلا بإنكار شيء من ذلك.
-
يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ. و ما ذهبت إليه
المعتزلة و الخوارج و بعض المرجئة أن اللّه تعالى لا يراه أحد من خلقه و أن رؤيته
مستحيلة عقلا، هذا الذي قالوه خطأ صريح و جهل قبيح. و قد تظاهرت أدلّة الكتاب و
السنّة و إجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية اللّه تعالى، و قد
رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. (راجع لباب
التأويل 7: 154).