responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 109

و خالف الأشعري بهذا التدقيق جماعة من الحشوية؛ إذ أنهم قضوا بكون الحروف و الكلمات قديمة. و الكلام عند الأشعري معنى قائم بالنفس سوى العبارة.

و العبارة دلالة عليه من الإنسان. فالمتكلم عنده من قام به الكلام. و عند المعتزلة من فعل الكلام غير أن العبارة تسمى كلاما: إما بالمجاز، و إما باشتراك اللفظ.

قال: و إرادته واحدة قديمة، أزلية، متعلقة بجميع المرادات من أفعاله الخاصة و أفعال عباده، من حيث أنها مخلوقة له، لا من حيث إنها مكتسبة لهم.

فمن هذا قال: أراد الجميع: خيرها، و شرها، و نفعها، و ضرها. و كما أراد و علم، أراد من العباد ما علم. و أمر القلم حتى كتب في اللوح المحفوظ، فذلك حكمه و قضاؤه و قدره الذي لا يتغير و لا يتبدل. و خلاف المعلوم: مقدور الجنس، محال الوقوع.

و تكليف ما لا يطاق جائز على مذهبه للعلة التي ذكرناها. و لأن الاستطاعة عنده عرض، و العرض لا يبقى زمانين. ففي حال التكليف لا يكون المكلف قط قادرا، لأن المكلف من يقدر على إحداث ما أمر به. فأما أن يجوز ذلك في حق من لا قدرة له أصلا على الفعل فمحال، و إن وجد ذلك منصوصا عليه في كتابه.

قال: و العبد قادر على أفعاله إذ الإنسان يجد من نفسه تفرقة ضرورية بين حركات الرعدة و الرعشة، و بين حركات الاختيار و الإرادة. و التفرقة راجعة إلى أن‌


- الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً. فالقرآن الذي نتلوه كلام اللّه تعالى و هو متلو بألسنتنا على الحقيقة، مكتوب في مصاحفنا، محفوظ في صدورنا و مسموع بأسماعنا، غير حال في شي‌ء منها، إذ هو من صفات ذاته، غير بائن منه، و هو كما أن الباري عز و جل معلوم بقلوبنا مذكور بألسنتنا مكتوب في كتبنا معبود في مساجدنا مسموع بأسماعنا غير حال في شي‌ء منها. و أما قراءتنا و كتبنا و حفظنا فهي من اكتسابنا، و أكسابنا مخلوق لا شك فيه. قال اللّه عزّ و جلّ،:

وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‌ و سمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تلاوة القرآن فعلا. (راجع الأسماء و الصفات ص 258).

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست