أصحاب الحسين[2] بن محمد النّجار، و أكثر معتزلة الري
و ما حواليها على مذهبه. و هم و إن اختلفوا أصنافا إلا أنهم لم يختلفوا في المسائل
التي عددناها أصولا. و هم: برغوثية[3] و زعفرانية[4] و مستدركة[5].
و وافقوا المعتزلة في نفي الصفات من العلم، و القدرة، و الإرادة، و الحياة، و
السمع، و البصر. و وافقوا الصفاتية في خلق الأعمال.
قال النجار: الباري تعالى
مريد لنفسه كما هو عالم لنفسه، فألزم عموم التعلق، فالتزم و قال: هو مريد الخير و
الشر، و النفع و الضر، و قال أيضا: معنى كونه مريدا أنه غير مستكره و لا مغلوب. و
قال: هو خالق أعمال العباد، خيرها و شرها، حسنها و قبيحها، و العبد مكتسب لها. و
أثبت تأثيرا للقدرة الحادثة، و سمى ذلك كسبا على حسب ما يثبته الأشعري. و وافقه
أيضا في أن الاستطاعة مع الفعل. و أما في مسألة الرؤية فأنكر رؤية اللّه تعالى
بالأبصار و أحالها؛ غير أنه قال: يجوز أن يحوّل اللّه تعالى القوة التي في القلب
من المعرفة إلى العين، فيعرف اللّه تعالى بها فيكون ذلك رؤية، و قال بحدوث الكلام
لكنه انفرد عن المعتزلة بأشياء منها:
[1] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 207 و التبصير ص 61 و مقالات الإسلاميين 1: 315).
[2] هو أبو عبد اللّه:
رأس الفرقة النجارية من المعتزلة. كان حائكا، و قيل: كان يعمل الموازين من أهل قم،
و هو من متكلّمي «المجبرة» و له مع النظام عدة مناظرات. و أكثر المعتزلة في الريّ
و جهاتها من النجارية. له عدة كتب. توفي نحو سنة 220 ه/ نحو 835 م. و قيل إن سبب
موته أنه تناظر يوما مع النظام فأفحمه النظام، فقام محموما و مات عقب ذلك، و قد
ذكر ابن النديم هذه المناظرة. (راجع فهرست ابن النديم: الفن الثالث من المقالة
الخامسة و اللباب 3: 215).
[4] هي فرقة من
النجارية ينتمون إلى رئيس لهم يقال له الزّعفراني، و من مذهبهم أن القرآن محدث و
أن كلام اللّه غيره فهو مخلوق، و يقولون مع ذلك أن القول بخلق القرآن كفر فيعتقدون
المتناقض. (راجع اللباب ص 503).
[5] المستدركة، قوم من
الزعفرانية، سموا بهذا الاسم لأنهم زعموا أنهم استدركوا على أسلافهم ما خفي عليهم.
(راجع التبصير ص 62).