responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 88

القوة الخيالية ثانيا فعلى هذه الصفة يجوز أن تكون تلك الأنفس تفيض عليها من العقل ما يكملها. إذا النفس مستعدة فى كلتا الحالتين لقبول ما يفيض عنه. و لا تحتاج فى قبول ذلك الفيض إلى قوة من قوى البدن، إذ هى تقبل ما تقبله عن العقل من غير حاجة إلى وساطة متوسطة. فإذا كان ذلك كذلك فيشبه أن تكون بعد المفارقة تقبل عن العقل فيضه من غير حاجة إلى قوة من القوى. ثم إن كانت إنما تزكو و تطهر و تكمل من أجل مقارنتها للبدن فيجب أن يكون لها عند مفارقتها و هى غير مستكملة مواد تتخيل بها لتعلم من التخيل المعلومات فتستكمل و يكون لها حال بعد حال متجددة و تكون فى الحركة إذ هى من صفاتها.

[مقتضى الحكمة الإلهية]

الحكمة الإلهية تقتضى أن يبلغ كل شى‌ء كماله الموجود فى حده، لا كمالا يتجاوزه حده فإن هذا محال. فإنا لو توهمنا أنه يبلغ بالجسم كمالا ليس فى حده و هو أن يصير عاقلا لكان ذلك غلطا من الوهم، و الحال فى النفوس الغير المستكملة مشتبهة هل تبلغ بها عند المفارقة درجة النفوس المستكملة أم هذا مجاوزة به حده.

[رأى القدماء فى النفس الباقية]

رأى القدماء فى النفس الباقية أن تتولد بين هذه النفس الإنسانية و بين العقول الفعالة نفس تكون تلك الباقية، و هى غير النفس الإنسانية، و النفس الإنسانية فانية.

[بطلان إثبات الجسم بالحس‌]

ليس للحس سبيل إلى إثبات وجود الجسم. و الدليل على ذلك أن العقل يكون بإزائه جسم يبصره لكن لا يثبته ما لم يقبل عليه بالفكر فحينئذ يثبت وجوده فإذن المثبت غير القوة الباصرة.

[الفرق بين ما يصير به الجسم جسما و ما يصير به مقدارا]

فرق بين ما يصير به الجسم جسما فإنه جزء من الجسم من حيث هو جسم، و بين ما يصير به الجسم مقدارا: فليس شى‌ء من المقادير يقوّم الجسم بما هو جسم، و إلا كان يكون ذلك المقدار مقوّما لطبيعة الجسمية. فكأن كل جسم له ذلك المقدار.

الجزء بما هو جزء ليس يعرض للجسم بما هو جسم، و إنما يعرض للجسم بسبب المقدار.

[حقيقة الكمية و بيان اقسامها]

نفس الكمية مجردة عن الجسم. فلكل جسم مقدار عارض يعرض له من خارج يعد تقوم الجسم جسما.

المتصل يقال على وجهين: فتارة يقال لشى‌ء متصل بغيره فيكون بالقياس إلى غيره متصلا، و تارة لا يقال بالقياس إلى غيره و هو ما يمكن فرض جزءين فيه يجمعهما حد مشترك يكون نهاية لهما. و الذي يقال بالقياس بغيره فتارة يلحق الأعظام بما هى أعظام فإن الجسم الذي نصفه أسود و نصفه أبيض هو شى‌ء واحد من حيث عظمه.

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست