نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 59
كل نوع أن لا يوجد إلا شخصا، و كانت شخصية المفارقات فى ذواتها و
كانت شخصية المخالطات بالمادة، وجب أن لا يصح شىء من الماديات إلا فى المادة.
فالمادة كأنها علة لوجود لازم للصورة و هو الشخصية، و وجود الصورة فى الهيولى هو
وجودها فى ذاتها و معنى ذلك أن وجودها (119)
[1] مقارن لوجود الهيولى، فليست الصور و لا الأعراض يصح عليها الانتقال.
هذه المادة جزء من شخصية الصورة، إذ هى مقومة لشخصيتها، و لما كان
إمكان وجود الصورة فى الهيولى على أن يكون وجودها فى نفسها هو وجودها فى الهيولى
صارت الهيولى ضرورية فى وجود الصورة و مقوّمة لشخصيتها، و معينة لها. و هاهنا نكتة
أخرى و هى أن الموضوع كما أنه بالفعل فيصير واسطة على ما ذكرنا، فهو أيضا قابل، و
الصور واسطة، لكن القابل غيرها و هو الهيولى.
هذا النوع من الصور تشخصه بهذا النوع من الهيولى.
[حقيقة التشخص]
التشخص هو أن يتخصص الشىء بصفة لا تقع فيها شركة مثله فى الوجود.
فأى نوع صح وجوده بحيث لا تقع فيه الشركة كان نوعه فى شخصه، و أى نوع لا يصح وجوده
كذلك اختلفت أشخاصه و تكثرت.
[ادراك اللامتناهى]
المعانى التي لا تتناهى يصح أن تدركها عقولنا شيئا بعد شىء، و ليس
يلزم النفس إذا عقلت شيئا أن تكون تعقل معه الأمور التي تلزمها لزوما قريبا و إن
كانت موجودة أيضا، كالحال فى مناسبات الجذور الصّمّ و فى إضافات الأعداد و ما
أشبهها فإن هذه كلها موجودة مع الأعداد، و ليس يلزم النفس أن تعقلها مع الأعداد
بالفعل بل بالقوة القريبة. فإن كان هاهنا فاعل للمعقولات، و هو بالفعل من جميع
الوجوه، فيجب أن ندركها معا، إذ لا يصح فيه القوة. و من شأن تلك المعانى أن تحصل
له أو منه، فليس يتوقف إدراكه لها إلى وجود شىء آخر، و كذلك المناسبات التي لا
نهاية لها و الإضافات التي لا تتناهى. و لكن يجب أن تكون المعانى محصورة من وجه، و
غير متناهية من وجه، و على ما ذكر فى مواضع.
[تجرد الصور العقلية]
لو كانت الصورة العقلية فائضة عن الأول، لا معا و لا دفعة واحدة بلا
زمان، بل شيئا بعد شىء- لم تكن معقولة بالحقيقة بل كانت مادية إذ كانت تكون بعد
ما لم تكن، و كانت حادثة. و لو كان هو لا يدركها بالفعل معا بل شيئا بعد شىء لكان
فيه أيضا قوة تقبل الأشياء بعد ما لم تقبلها و كان ماديا.
[1] هذه أرقام أوراق المخطوط رقم 6 م حكمة و فلسفة بدار الكتب
المصرية.
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 59