نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 43
الصورة ليست علة صورية للمادة بل صورة للمادة، و هى علة صورية للمركب
و ليست علة للمركب. و سبب الخضرة فى السماء اختلاط المرئى بغير المرئى و الهواء
غير مرئى، و الهباء المنبث فيه مرئى، فهذه الزرقة هى خلط مما هو مرئى و غير مرئى،
و الهواء مشفّ و المشفّ غير مرئى.
الكرة التاسعة ليس لها إلى الحاوى نسبة بل إلى المحوىّ.
[حقيقة الوضع]
الوضع هو نسبة أجزاء جملة الشىء بعضها إلى بعض مأخوذة مع نسبتها إلى
الجهات الخارجة عنها: كانت تلك الجهات حاوية أو محوية.
الاختلاف فى الوضع مع وحدانية الطبيعة اختلاف فى الشخص و العدد. فأما
إن اختلفت الطبيعة كالرأس و الساق فى الفوق و الأسفل فحينئذ يختلف الوضع اختلاف
التضاد. و يجب أن يتضاد هذا الذي كان أسفل ثم صار فوق و الذي كان فوق ثم صار أسفل.
المحاذاة تابعة للوضع. و إذا تغير الوضع تغيرت المحاذاة و الموازاة و
جميع النسب التي تكون لذى الوضع، و ربما تغير الوضع و لم يتغير المكان الذي يكون
فيه ذو الوضع.
[حقيقة متى و أين]
قولنا متى و أين ليس يعنى به كون الشىء فى المكان أو الزمان مركبا و
يعنى بالتركيب الموضوع مع نسبة، بل يعنى به نفس النسبتين. فنفس النسبة هو الأين لا
المنسوب و لا المنسوب إليه و لا مجموع النسبة و المنسوبين، و كذلك الحال فى الإضافة
و الأخوّة.
متى هو الكون فى الزمان، و الزمان الواحد يصح أن يكون زمانا لعدة
كثيرة بالتحقيق. فأما متى كل واحد منها فهو خلاف متى الآخر، فإنّ كون كل واحد منها
فى ذلك الزمان غير كون الآخر. و الأين هو كون الشىء فى المكان، و معناه وجوده
فيه، و هو وجود نسبى لا وجودا على الإطلاق، و هو مختلف فيه فإن كون زيد فى السوق
غير كون عمرو فيه، و الكون فى الزمان غير نفس الزمان. و إذا بطل كون الواحد فى
زمان لم يبطل كون الآخر، و الزمان ليس وجوده فى زمان فكذلك ليس بعدم فى زمان.
نسبة الأول إلى العقل الفعال أو إلى الفلك نسبة غير متقدرة زمانية،
بل نسبة الأبديات، و نسبة الأبديات إلى الأبديات تسمى السرمد و الدهر.
[حقيقة الزمان]
الزمان يدخل فيه ما هو متغير. و نسبة الأبديات إلى الزمان هو الدهر
فإن الزمان متغير و الأبديات غير متغيرة.
كل ما يقع في الزمان فإنه ينقسم كالحركة، و ذو الحركة المماسة يقع و
طرف الزمان، و الطرف لا ينقسم، و اللامماسة لا تقع إلا فى الزمان لأنه مفارقة
المماسة، و المفارقة حركة.
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 43