responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 18

و لو أن إنسانا عرف الكمال الذي هو حقيقة واجب الوجود ثم كان ينظم الأمور التي بعده على مثاله حتى كانت الأمور على غاية النظام، لكان الغرض بالحقيقة واجب الوجود بذاته، الذي هو الكمال.

فإن كان واجب الوجود بذاته هو الفاعل، فهو أيضا الغاية و الغرض.

كذلك لو عرفنا مثلا الكمال فى بناء نبنيه ثم رتبنا أمور ذلك البناء على مقتضى ذلك الكمال، كان الغرض ذلك الكمال.

فإذا كان ذلك الكمال هو الفاعل، كان الفاعل و الغرض واحدا.

و مثال هذه الإرادة فينا أنّا إذا تصورنا شيئا و عرفنا أنه نافع أو جذّاب، حرّك هذا الاعتقاد و التصور القوة الشهوانية، ما لم يكن هناك ترجح و لم يكن هناك مانع، فلا يكون بين التصور و الاعتقاد المذكور و بين حركة القوة الشوقية إرادة أخرى إلا نفس هذا الاعتقاد.

فكذلك إرادة واجب الوجود، فإن نفس معقولية الأشياء له على الوجه الذي أومأنا إليه هى علة وجود الأشياء، إذ ليس يحتاج إلى شوق إلى ما يعقله و طلب حصوله.

و نحن إنما نحتاج إلى القوة الشوقية و نحتاج فى الإرادة إلى الشوق لنطلب بالآلات ما هو موافق لنا، فإن فعل الآلات يتبع شوقا يتقدمه، و هناك ليس يحتاج إلى هذا الشوق و استعمال الآلات، فليس هناك إلا العلم المطلق بنظام الموجودات، و علمه بأفضل الوجوه التي يجب أن يكون عليها الموجودات، و علمه بخير الترتيبات.

و هذا هو العناية بعينها، فإنا لو رتبنا أمرا موجودا لكنا نعقل أولا: النظام الفاضل ثم نرتب الموجودات التي كنا نريد إيجادها بحسب ذلك النظام الأفضل و بمقتضاه. فإذا كان النظام و الكمال نفس الفاعل ثم كان تصدر الموجودات عن مقتضاه، كانت العناية حاصلة هناك، و هى نفس الإرادة، و الإرادة نفس العلم. و السبب فى ذلك أن الفاعل و الغاية شى‌ء واحد.

[عناية الواجب‌]

و العناية هى أن يعقل واجب الوجود بذاته أن الإنسان كيف تجب أن تكون أعضاؤه و السماء كيف تجب أن تكون حركتها، ليكونا فاضلين و يكون نظام الخير فيهما موجودا من دون أن يتبع هذا العلم شوق أو طلب أو غرض آخر سوى علمه بما ذكرنا و موافقة معلومه لذاته المعشوقة له. فإن الغرض، و بالجملة النظر إلى أسفل، أعنى لو خلق الخلق طلبا لغرض، أعنى أن يكون الغرض الخلق و الكمالات الموجودة

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست