responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 16

العناية: هو أن يوجد كل شى‌ء على أبلغ ما يمكن فيه من النظام.

[ارادة الواجب‌]

بيان إرادته: هذه الموجودات كلها صادرة عن ذاته، و هى مقتضى ذاته، فهى غير منافية له، و أنه يعشق ذاته، فهذه الأشياء كلها مرادة لأجل ذاته. فكونها مرادا له ليس هو لأجل غرض بل لأجل ذاته، لأنها مقتضى ذاته، فليس يريد هذه الموجودات لأنها هى، بل لأجل ذاته و لأنها مقتضى ذاته. مثلا لو كنت تعشق شيئا لكان جميع ما يصدر عنه معشوقا لك لأجل ذات ذلك الشى‌ء، و نحن إنما نريد الشى‌ء لأجل شهوة أو للذة، لا لأجل ذات الشى‌ء المراد. و لو كانت الشهوة و اللذة أو غيرهما من الأشياء شاعرة بذاتها و كان مصدر الأفعال عنها ذاتها، لكانت مريدة لتلك الأشياء لذاتها لأنها صادرة عن ذاتها، و الإرادة لا تكون إلا لشاعر بذاته.

فكل ما يصدر عن فاعل فإنه إما أن يكون بالذات أو بالعرض. و ما يكون بالذات يكون إما طبيعيا و إما إراديا. و كل فعل بصدر عن علم فإنه لا يكون بالطبع و لا بالعرض، فإذن يكون بالإرادة. و كل فعل يصدر عن فاعل و الفاعل يعرف صدوره عنه و يعرف أنه فاعله، فإن ذلك الفعل صدر عن علمه. و كل فعل صدر عن إرادة فإما أن يكون مبدأ تلك الإرادة علما أو ظنا أو تخيلا. مثال ما يصدر عن العلم فعل المهندس أو الطبيب.

و مثال ما يصدر عن الظن: التحرز مما فيه خطر. و مثال ما يصدر عن التخيل: إمّا أن يكون طلبا لشى‌ء يشبه شيئا عاليا، أو طلبا لشى‌ء يشبه شيئا حسنا، ليحصله لمشابهته للأمر العالى أو الأمر الحسن. و لا يصح أن يكون فعل واجب الوجود بحسب الظن أو بحسب التخيل، فإن كل ذلك يكون لغرض و يكون معه انفعال، فإن الغرض يؤثر فى ذى الغرض، فإذن ينفعل عنه. و واجب الوجود بذاته واجب من جميع جهاته، فإن حدث منه غرض فلا يكون من جهة انفعاله عن الغرض واجب الوجود بذاته.

فإذن يجب أن تكون إرادته علمية.

و الأولى بنا أن نفصل هاهنا أمر الإرادة: نحن إذا أردنا شيئا فإننا نتصور ذلك الشى‌ء- إما ظنيا أو تخيليا أو علميا- أن ذلك الشى‌ء المتصور موافق، و الموافق هو أن يكون حسنا أو نافعا. ثم يتبع هذا التصور و الاعتقاد شوق إليه و إلى تحصيله.

فإذا قوى الشوق و الإجماع حركت القوة التي فى العضلات الآلة إلى تحصيله، و لهذا السبب تكون أفعالنا تابعة للغرض. و قد بينا أن واجب الوجود تام بل فوق التمام، فلا يصح أن يكون فعله لغرض، و لا يصح أن يعلم أن شيئا هو موافق له فيشتاقه ثم يحصله. فإذن إرادته من جهة العلم أن يعلم أن ذلك الشى‌ء فى نفسه خير و حسن،

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست