responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 155

لها من وجودها، فيكون قوله إذا عقل الأول هذه الصور ارتسمت فى أيها كان فى نفس أو عقل، فليس يعنى به أنه إذا عقلها عقلها على أنها مرتسمة فى أيها كان، أو أيها يرتسم فى أيها كان، فإن ذلك محال، بل الأول يعقل ذاته مبدءا لها على ما هو عليه الأمر، فيكون نفس عقليته لها نفس وجودها و ارتسامها فيما هى مرتسمة فيه، فيكون كما قال:

إنها تدخل فى جملة ما الأول يعقل ذاته مبدءا لها، فيكون صدورها عنه ليس على ما قلنا من أنه إذا عقلها وجدت، لأنها نفس عقله لها، أو يتسلسل.

إن فرضنا أن الأول يعقل ذاته مبدءا لها، ثم تكون تلك الموجودات موجودة فيه:

فإما أن يكون وجودها فيه مؤثرا فى تعقله لها، أولا يكون مؤثرا. فإن كان مؤثرا، كان علة لأن يعقلها الأول. لكن علة وجودها هى أن الأول عقلها، فيكون لأنها عقلها الأول عقلها، أو لأنها وجدت عنه وجدت عنه.

الأول إذا كان يعقل ذاته مبدءا للأشياء، ثم تكون تلك الأشياء حاصلة فيه، فإما أن يكون يعقلها مرة أخرى، أو لا يعقلها. فإن لم يعقلها مرة أخرى، بل كان تعقله لها من حيث حصولها فيه هو بعينه تعقله لها من حيث إنه مبدأ لها- كان إن كان وجود تلك المعقولات علة لأن يعقلها الأول. ثم نقول إن عقل الأول لها هو علة وجودها كان كأنه يقال لأنها وجدت عنه وجدت. و إن كان يعقل الأول علة لوجودها، ثم يصير وجودها علة لأن يعقلها كان كأنه لما عقلها عقلها، و كلا الوجهين له محال.

و حقيقة الأمر أن نفس معقوليتها له هو نفس وجودها عنه.

قوله: «إنما وجدت هذه الأشياء لأنه عقلها، و إنما عقلها لأنها وجدت عنه»- يلزم أنها وجدت لأنها وجدت، أو عقلت لأنها عقلت.

التسلسل هو أن نقول: الأول يعقل ذاته مبدءا لهذه الأشياء، ثم يعقل ذاته مبدءا لهذا اللازم، و هو أنه مبدأ للأشياء. و اعتبر فى ذلك عقلنا للأول فى أنه مبدأ لها، و فى وجود الأول مبدأ لها وجودا. عقليا فإنا نعقل للأول صفة، و هو أنه مبدأ، و نعقل أنّا عقلنا أن له هذه الصفة و هو أنه مبدأ فلا نحتاج فى ذلك إلى قياس و نظر. فالأول لا يحتاج إلى هذا القياس، لأن وجوده هو على هذا، و هو أنه مبدأ للأشياء.

الموجودات معلولة له لا محالة. و إذا قلنا إنه يستفيد علم الأشياء من وجودها، يلزم أن يستفيد معقولية الأشياء من وجوداتها التي هى معلولة، فتكون معقولية الشى‌ء بعد وجوده و ذلك محال، فإن المعقولية سبب الوجود، و يلزم من ذلك أن يكون علة تعرف من المعلول.

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست