responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 153

نفس تعقّله لذاته هو وجود هذه الأشياء عنه، و نفس وجود هذه الأشياء نفس معقوليتها له على أنها عنه.

وجود هذه الموجودات عنه وجود معقول، لا وجود موجود من شأنه أن يعقل أو يحتاج إلى أن يعقل.

[الفرق بين تعقل الواجب و تعقل غيره‌]

هو يعقل الأشياء لا على أنها تحصل فى ذاته كما نعقلها نحن، بل على أنها تصدر عن ذاته و أن ذاته سبب لها.

إضافة هذه المعقولات اليه إضافة محضة عقلية أى إضافة المعقول إلى العاقل فقط لا إضافة كيفما وجدت، أى ليس من حيث وجودها فى الأعيان أو من حيث هى موجودة فى عقل أو نفس أو إضافة صورة إلى مادة أو عرض إلى موضوع بل إضافة معقولة مجردة بلا زيادة و هو أنه يعقلها فحسب. فإنه إن لم يكن على هذه السبيل لكان كل مبدأ صورة فى مادة الذي له إليها إضافة ما و هى أن مبدأها عقلا بالفعل كما أن الأول عقل بالفعل، أى إن لم تكن على هذه السبيل حتى تكون معقولة بالفعل لكان كل صورة فى مادة يمكن أن تعقل بتدبيرها من التجريد عنها معقولا بالفعل.

أنت إذا عقلت ذات الأول و قسته إلى ما صدر عنه تصوّر لك بعد هذه المقايسة أنه مبدأ لهذه الأشياء.

نحن إذا قايسنا بين شى‌ء هو علة و شى‌ء هو معلول نحتاج أن نعرف من المعلول لوازمه و من العلة لوازمها، فنقايس بتلك اللوازم بين العلة و المعلول. فحينئذ نحكم بأن أحدهما علة، و الآخر معلول. فإن قلنا إن الأول يعرف لكن مبدأ لمعلولاته على هذه السبيل. لزم أن يعرف العلة من معلولها، و ذلك محال، و وجب أن يستفيد لوازم معلوله من معلومه. و قد أبطل ذلك على ذلك، فإن الكلام فى اللوازم كالكلام فى المعلول، فإن تلك اللوازم فائضة عنه معقولة.

أنت إذا عرفت شيئا مبدءا لشى‌ء، عرفته بلوازم العلة و المعلول. فإذا كان ذلك الشى‌ء فى ذاته وجوده هذا الوجود، أعنى وجودا عقليا، لم تحتج إلى أن تستفيد كون الأول علة و اللوازم معلولة، إلى النمط الأول من الإدراك، بل نفس الوجود نفس الإدراك.

الأول ليس يحتاج فى أن يعرف لوازمه إلى أن تصدر عنه، بل نفس صدور هذه اللوازم عنه نفس عقليته لها. فإنه كما أنك تعلم أنه أول، و تلك ثوان، فكذلك‌

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست