responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 117

[الفرق بين صفات الواجب و صفات غيره‌]

الحى هو الدّرّاك الفعّال. و لما كان علمه سببا لوجود الأشياء و كان عالما بذاته كان من حيث هو عالم فاعلا، فكان من حيث هو عالم حيا إذ لا يحتاج إلى شي‌ء آخر به يفعل كما لو كان علمنا يكفى فى أن نفعل شيئا لم نحتج معه إلى قوة أخرى بها نفعل، بل كنا من حيث نحن عالمون- فاعلين و لكنّا أحياء من حيث نحن عالمون.

العلم فى الأول هو نفس الإرادة لأن هذه المعلومات مقتضى ذاته، و هذا المعنى هو معنى الإرادة.

هذه الموجودات على ما هى موجودة عليه مقتضى ذاته و ذاته تقتضى الصلاح و نظام الخير فى الكل، فهى غير منافية لذاته. فهذه الأشياء مرادة. و لو كانت منافية لذاته لما أوجدها و إذا لم تكن منافية له فهى على مقتضى ذاته، فهى مرادة و الإرادة فينا فى مثال البناء هو أنا لا نريد إلا بعد أن يشوقنا شى‌ء إلى عمل ذلك البناء. و فى الأول لا يصح أن يشوقه شى‌ء إلى إيجاد ما هو معلوم له، فمعلومه مراده و كثير مما نعلمه لا نريده، إذ لا يكون لإرادتنا لذلك المعلوم داع أو شوق. و الإرادة فينا تحصل من تخيل يتبعه جماع أو حركة نحوه، و الإرادة بعينها فيه القدرة، لأنه لو كان يصح فينا أن تكون الصورة المعلومة علة لوجود البناء لكان نفس وجودها قدرة فينا، لأن معنى القدرة فينا هو أن نقدر على إيجاد ما علمناه و ذلك فينا يتعلق بالقوة المحركة و بالآلات المحركة. و إذ كان ذلك غير جائز فى الأول، أعنى أن يحرك شيئا أو يستعمل آلة كان المعلوم كافيا فيه أن يوجد منه ما هو معلوم له إذ هو سبب الفعل لا بقوة أخرى تفعل. و ذلك بعينه هو الحياة لأن معنى الحى هو الدّرّاك الفعال. و لما كان معلومه قدرته، و كان ذلك بذاته صح أن يقع عليه اسم الحياة.

الا أن اعتبار هذه الأشياء فيه مختلفة فإن كونه عالما يكون بسلب المادة عنه فحسب، و كونه حيّا يكون بالسلب و بإضافته إلى الموجودات فإنه بإضافته إلى الكل يكون حيا ففى العلم تسلب عنه المادة، و فى الحياة تسلب عنه المادة، و يضاف إلى الموجودات حتى تصح الحياة.

فى بعض صفاته تسلب عنه أشياء، و فى بعضها إنضاف (40 ب) إلى أشياء، و فى بعضها يسلب عنه و يضاف جميعا.

إن ورد على ذات البارى شي‌ء من خارج يكون ثمّ انفعال، و يكون هناك قابل له لأنه يكون بعد ما لم يكن. و كل ما يعرض أن يكون له بعد ما لم يكن فإنه يكون ممكنا فيه، فيبطل أن يكون واجب الوجود بذاته فيؤدى ذلك إلى تغير فى ذاته أو تأثير شي‌ء من خارج فيه، فإذن يفعل كل شي‌ء من ذاته.

الرحمة انفعال يعرض للإنسان إذا رأى شيئا مخالفا لما جرت به عادته و لما اقتضاه طبعه.

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست