نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 103
جوهر، فيكون هذا المعنى الذي هو الإضافة عارضا لذلك الجوهر، و قد
قلنا: إنه قائم بذاته غير عارض لشيء- هذا خلف.
العقول الفعالة هى فى ذواتها ممكنة، و معناه أنه لم تتقدم إمكاناتها
وجودها، و كل ماله إمكان سابق فإنه يكون فى مادة.
[تعقل الواجب]
ذات البارى خير محض و هو يعقل ذاته و يعقل أنه يصدر عنه هذه الأشياء
فيعرف خيريتها و وجه الحكمة فيها.
[إرادة الواجب]
إرادته ليس لها داع كإرادتنا، فإن إرادته علمه و لكن باعتبار و
اعتبار.
الإرادة إذا كانت تابعة لقصد من خارج تغيرت بحسب المقصود: فيصحّ أن
تصدر عن مريد واحد بحسب اختلاف الدواعى أفعال مختلفة. و أما إذا لم تكن الإرادة
تابعة لداع كانت الأفعال الصادرة عن ذلك المريد على سبيل اللزوم.
[اقسام اللزوم]
اللزوم على وجهين: أحدهما أن يكون الشىء لازما عن الشىء لطبيعته و
جوهره، كلزوم الضوء عن المضيء و الإسخان عن الحار، و الآخر أن يكون لازما عنه و
هو أن يكون تابعا لعلمه بذاته و أنه يعلم أنه يصدر عنه ذلك اللازم، و هو اللزوم
الذي يلزم عن البارى فإنه فى ذاته كامل تام معشوق عالم لذاته، إن له المجد و
العلو، و إن هذه الموجودات عنه لازمة عن علمه بذاته و عن مجده و علوه و عن خيريته،
لا أن الخيرية شيء غير ذاته.
[تعقلات الفلك و الكواكب]
الفلك يعقل هذه الأشياء ثم يتخيلها، و نحن نتخيل الشيء أولا ثم
نعقله.
التخيل يكون جزئيا و يكون لا محالة لذى جسم، و الفلك يعقل الأشياء
بعقله ثم يتخيلها بنفسه.
الفلك و الكواكب تعقل الأول فيستفزها الالتذاذ بهذا التعقل فتتبعه
الحركة، كما نتخيل نحن شيئا فيستفزنا ذلك، فتحدث فينا حركات كالتواجد و النشاط،
إلا أن الفلك يتصور الغاية مع تلك الحركات و لا نتصور نحن الغاية.
الذي يحدث فى الفلك عند ما يعقل من الأول هو كالوجد الذي يلحقنا عند
تخيلنا شيئا.
النفوس الفلكية تتصور أحوالا تعرف وجه الحكمة فيها فيستفزها و يعرض
لها كالنشاط فتتبعها الحركة، فتكون عن حركاتها هذه الكائنات و تلك الأحوال لو
أدركناها كما ندركها الآن، و لسنا نعرف وجه الحكمة فيها فنتعجب منها فيكون التغير
الذي يعرض لنا
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 103