responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أول الاعتقاد نویسنده : الجویني، عبد الملك    جلد : 1  صفحه : 171

و أما عمر و عثمان و عليّ، رضوان اللّه عليهم؛ فسبيل إثبات إمامتهم و استجماعهم لشرائط الإمامة كسبيل إثبات إمامة أبي بكر، و مرجع كل قاطع في الإمامة إلى الخبر المتواتر و الإجماع؛ و غرضنا الآن الإيجاز، و لو تدبر العاقل لاكتفى بما ذكرناه، و استيقن أن فيه أكمل غنية.

و تولية أبي بكر عمر رضي اللّه عنهما، و جعله إياه وليّ عهده، و جعل عمر الأمر بينهم شورى من غير إنكار عليهما، إجماع على تصحيح ذلك في سائر الأعصار، و لا اكتراث بقول من يقول لم يحصل إجماع على إمامة عليّ رضي اللّه عنه، فإن الإمامة لم تجحد له، و إنما هاجت الفتن لأمور أخر.

فصل‌

فإن قيل: هل تفضلون بعض الصحابة على بعض، أم تضربون عن التفضيل؟ قلنا: الغرض من ذلك ينبني على منع إمامة المفضول. و الذي صار إليه معظم أهل السنة أنه يتعين للإمامة أفضل أهل العصر إلا أن يكون في نصبه هرج و هيجان فتن، فيجوز نصب المفضول إذ ذاك إذا كان مستحقا للإمامة، و هذه المسألة لا أراها قطعية، و لا معتصم لمن يمنع إمامة المفضول إلا أخبار آحاد في غير الإمامة التي نتكلم فيها، كقوله صلى اللّه عليه و سلّم: «يؤمكم أقرؤكم». و لا يفضي هذا و أمثاله إلى القطع، كيف و لو تقدم المفضول في إمامة الصلاة لصحت الإمامة و إن ترك الأولى! فهذا قولنا في إمامة المفضول.

ثم لم يقم عندنا دليل قاطع على تفضيل بعض الأئمة على بعض، إذ العقل لا يشهد على ذلك، و الأخبار الواردة في فضائلهم متعارضة لا يمكن تلقي التفضيل من منع إمامة المفضول. و لكن الغالب على الظن أن أبا بكر رضي اللّه عنه أفضل الخلائق بعد الرسول صلى اللّه عليه و سلّم، ثم عمر بعده أفضلهم، و تتعارض الظنون في عثمان و علي، و قد روي عن عليّ رضي اللّه عنه أنه قال: خير الناس بعد نبيهم أبو بكر، ثم عمر، ثم اللّه أعلم بخيرهم بعدهما. فهذا هو قوله أبديناه مجانبا للتقليد، جاريا على الحق الواضح.

فصل‌

قتل عثمان بن عفان رضي اللّه عنه ظلما، إذ كان إماما، و موجبات القتل مضبوطة عند العلماء، و لم يجر عليه منها ما يوجب قتله. ثم تولى قتله، همج، و رعاع، و أشابة من كل أوب، و أخياف من سفلة الأطراف كالتجيبي‌ [1]، و الأشتر النخعي‌ [2]، و أراذلة من خزاعة، و من يستحق القتل، فليس إلى هؤلاء قتله، فلا يشك فيه أنه قتل مظلوما.


[1] هو كنانة بن بشر التجيبي قاتل عثمان بن عفان رضي اللّه عنه. ذكره الفيروزآبادي في القاموس المحيط في مادة (تجيب).

[2] هو مالك بن الحارث توفي عام 37 ه/ 657 م. أمير شاعر أبرز أنصار علي بن أبي طالب و قائد جيوشه ولاه على مصر فمات مسموما قبل دخولها. انظر المنجد في اللغة و الأعلام.

نام کتاب : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أول الاعتقاد نویسنده : الجویني، عبد الملك    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست