responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أول الاعتقاد نویسنده : الجویني، عبد الملك    جلد : 1  صفحه : 168

الضلالة، و معظمكم مكفرون، فكيف تسوموننا قبول أخباركم؛ و لا نستريب في أنكم لا تقبلون خبرنا! ثم الإجماع أحق أن يعمل به، و قد انعقد على خلاف ما ادعيتم في عصر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

و من الإمامية من استشعر الخزي و أيس من ادعاء النص القاطع الذي لا يحتمل التأويل، و تشبث بأخبار نقلها آحاد غير إثبات منها ما روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، و من كنت مولاه فعلي مولاه» [1]. قلنا: هذا من أخبار الآحاد، ثم هو منكر للاحتمالات؛ إذ المولى من الأسماء المشتركة، فقد يراد به الوليّ، و قد يراد به الناصر، و هو أظهر معانيه. و قد يراد به المعتق. و المعني بالحديث من كنت ناصره فعليّ ناصره. و الدليل عليه أنه لم يخصص ذلك بما بعد وفاته؛ بل قضى بما قاله ناجزا؛ و لا شك أنه لم يكن والي الأمر في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلّم. و قد كثر كلام الناس على هذا الحديث، و معظمه حشو، و فيما ذكرناه مقنع.

و ربما يستروحون إلى ما روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، أنه قال لعليّ: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» [2]. و لا حجة لهم في ذلك؛ فإنه وارد على سبب مخصوص، و هو أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم لما نهض لغزوة تبوك، استخلف عليا رضي اللّه عنه على المدينة، و شقّ عليه تخلفه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم؛ فقال له الرسول ما قال، و أنزله منزلة هارون من موسى في الاستخلاف إذ مرّ موسى لميقاته ثم لم يل هارون أمرا بعد وفاة موسى بل مات قبله في التّيه.

ثم نعارض ما ذكروه بأخبار تداني النصوص في حق أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما؛ منها أنه صلى اللّه عليه و سلّم استخلف أبا بكر على الصلاة، ثم قال: «يأبى اللّه و المسلمون إلا أبا بكر» قاله ثلاثا؛ و قال:

«اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر و عمر» [3]. و ليس من غرضنا نقل الأحاديث، فستلقونها في الكتب.

ثم إذا بطل النص لم يبق إلا الاختيار، و الدليل عليه الإجماع، فإن الاختيار جري في أعصار، و لم يبد نكير من عالم على أصل الاختيار.

باب في الاختيار و صفته و ذكر ما تنعقد الإمامة به‌

اعلموا أنه لا يشترط في عقد الإمامة الإجماع، بل تنعقد الإمامة و إن لم تجمع الأمة على‌


[1] رواه الترمذي في كتاب المناقب باب 19. ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11 أحمد في مسنده (1/ 84، 118) (5/ 347، 366).

[2] رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب 9. الترمذي في كتاب المناقب باب 20. ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11. أحمد في مسنده (1/ 170، 177) (3/ 32).

[3] رواه الترمذي في كتاب المناقب باب 16، 37. ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11. أحمد في مسنده (5/ 382، 385).

نام کتاب : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أول الاعتقاد نویسنده : الجویني، عبد الملك    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست