responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 99

أخرى؟ بل لو جمع لك بين العقل و الغنى و حرم الجاهل منهما جميعا كان ذلك أولى بالتعجب، و ما تعجب العاقل منه إلا كتعجب من أعطاه الملك فرسا و أعطى غيره غلاما، و يقول: كيف يعطي الغلام لفلان و لا فرس له، و يحرمني و أنا صاحب الفرس؟ و إنما صار صاحب الفرس بعطائه، فيجعل عطاءه سببا لاستحقاق عطاء آخر، و هو عين الجهل، بل العاقل يكون أبدا تعجبه من فضل اللّه تعالى وجوده من حيث أعطاه العلم و العقل، و وفقه للعبادة من غير تقدم استحقاق منه، و حرم غيره ذلك و سلط عليه دواعي الفساد، و اضطره إليه بصرف دواعي الخير عنه، و ذلك بغير جريمة سابقة منه. و إذا شاهد ذلك تحقيقا غلب عليه الخوف، إذ قد يقول: قد أنعم اللّه عليّ في الدنيا من غير وسيلة، و خصّني به دون غيري، و من يفعل مثل هذا بغير سبب، فيوشك أن يعذب و يسلب النعم أيضا بغير جناية و سبب؛ فما ذا أصنع إن كان ما أفاضه عليّ من النعم مكرا أو استدراجا بما فتحه؟ كما قال اللّه تعالى: فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً [الأنعام: 44] و كما قال تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ‌ [الأعراف: 182].

الأصل العاشر في الرياء:

قال اللّه تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ‌ [الماعون: 4، 5، 6] و قال تعالى: إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً [الإنسان: 9]، و قال تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ‌ [الكهف: 110] الآية، أراد به الإخلاص. و قال صلى اللّه عليه و سلم: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر»، قيل: و ما هو؟ قال- عليه السلام-: «الرياء، يقول اللّه عز و جل يوم القيامة، إذا جازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء؟».

و قال صلى اللّه عليه و سلم: «استعيذوا باللّه من جبّ الحزن»، قيل: و ما هو؟ قال- عليه السلام-:

«واد في جهنم أعد للقرّاء المرائين». و قد قال تعالى: «من عمل لي عملا أشرك فيه غيري فهو له كله و أنا منه بري‌ء، و أنا أغنى الأغنياء عن الشّرك». و قال- عليه السلام-: «لا يقبل اللّه عملا فيه مقدار ذرة من الرياء». و قال عليه السلام: «إن أدنى الرياء الشرك». و قال عيسى- عليه السلام-: «إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه و لحيته و يمسح شفتيه‌

نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست