responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 5

القسم الأول في جمل العلوم و أصولها و هي عشرة

الأصل الأوّل في الذات:

فنقول: الحمد للّه الذي تعرف إلى عباده بكتابه المنزل، على لسان نبيه المرسل، بأنه في ذاته واحد لا شريك له، فرد لا مثل له، صمد لا ضد له، متوحد لا ند له؛ و أنه قديم لا أوّل له، أزلي لا بداية له، مستمر الوجود لا آخر له، أبديّ لا نهاية له، قيوم لا انقطاع له، دائم لا انصرام له؛ لم يزل و لا يزال موصوفا بنعوت الجلال، لا يقضى عليه بالانقضاء و الانفصال، و بتصرم الآماد و انقضاء الآجال؛ بل هو الأوّل و الآخر و الظاهر و الباطن، و هو بكل شي‌ء عليم.

الأصل الثاني في التقديس:

و أنه ليس بجسم مصور، و لا جوهر محدود مقدر، و أنه لا يماثل الأجسام لا في التقدير و لا في قبول الانقسام، و أنه ليس بجوهر و لا تحله الجواهر، و لا بعرض و لا تحله الأعراض؛ بل لا يماثل موجودا، و لا يماثله موجود، و ليس كمثله شي‌ء و لا هو مثل شي‌ء، و أنه لا يحده المقدار، و لا تحويه الأقطار، و لا تحيط به الجهات، و لا تكتنفه السموات، و أنه مستو على العرش على الوجه الذي قاله، و بالمعنى الذي أراده، استواء منزّها عن المماسّة و الاستقرار، و التمكن و التحول و الانتقال؛ لا يحمله العرش، بل العرش و حملته محمولون بلطف قدرته، و مقهورون في قبضته؛ و هو فوق العرش و فوق كل شي‌ء إلى تخوم الثرى فوقية لا تزيده قربا إلى العرش و السماء، بل هو رفيع الدرجات على العرش، كما أنه رفيع الدرجات على الثرى، و هو مع ذلك قريب من كل موجود، و هو أقرب إلى العبيد من حبل الوريد، و هو على كل شي‌ء شهيد، إذ لا يماثل قربه قرب الأجسام، كما لا يماثل ذاته ذات الأجسام؛ و أنه لا يحل في شي‌ء، و لا يحل فيه شي‌ء؛

نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست