responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 123

الأصل الثالث في الزهد:

قال اللّه تعالى: وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‌ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ، وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى‌ [طه: 131]، و قال: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ، وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها، وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ‌ [الشورى: 20]. و قال اللّه تعالى في حق قارون: فَخَرَجَ عَلى‌ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ، قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ، إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ، وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً [القصص:

79، 80]. فبيّن أن الزهد من ثمرات العلم. و قال صلى اللّه عليه و سلم: «من أصبح و همّه الدّنيا شتّت اللّه عليه أمره، و فرّق عليه ضيعته، و جعل فقره بين عينيه، و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له. و من أصبح و همّه الآخرة، جمع اللّه له همه، و حفظ عليه ضيعته، و جعل غناه في قلبه، و أتته الدنيا و هي راغمة».

و لما سئل صلى اللّه عليه و سلم عن قوله تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ، وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً [الأنعام: 125]، و عن معنى الشرح، قال عليه السلام: «إن النور إذا دخل القلب انشرح الصدر و انفسح، قيل: و هل لذلك من علامة؟ قال: نعم التجافي عن دار الغرور و الإنابة إلى دار الخلود و الاستعداد للموت قبل نزوله». و قال عليه السلام: «استحيوا من اللّه حق الحياء». و قيل إنا نستحي، قال عليه السلام: «تبنون ما لا تسكنون، و تجمعون ما لا تأكلون». و قال عليه السلام: «من زهد في الدنيا أدخل اللّه الحكمة قلبه، و أنطق بها لسانه، و عرّفه داء الدنيا و دواءها، و أخرجه منها سالما إلى دار السلام». و قال عليه السلام: «لا يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتى يكون أن لا يعرف أحب إليه من أن يعرف، و حتى يكون قلة الشي‌ء أحب إليه من كثرته». و قال عليه السلام: «إذا أراد اللّه بعبد خيرا، زهّده في الدنيا، و رغّبه في الآخرة، و بصّره بعيوب نفسه» و قال عليه السلام: «ازهد في الدنيا يحبك اللّه تعالى، و ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس». و قال عليه السلام: «من أراد أن يؤتيه اللّه علما بغير تعلم و هدى بغير هداية فليزهد في الدنيا».

[فصل فى ان للزهد في الدنيا حقيقة و أصل و ثمرة]

للزهد في الدنيا حقيقة و أصل و ثمرة؛ أما حقيقته فهو عزوف النفس عن الدنيا

نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست