responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 37

و من أغرب الأشياء و أعجبها أنّهم ينزّهون أنفسهم عن المعاصي و الكفر و أنواع الفساد، و ينزّهون إبليس عن ذلك أيضا، و وصفوا اللّه تعالى بذلك، و قد كذّبهم اللّه تعالى في كتابه العزيز، فقال: وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ [1] و قال: وَ لا يَرْضى‌ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ [2] و الأشاعرة يقولون: إنّه يريد منهم الكفر، و أيّ عاقل يرضى لنفسه مذهبا يلزم منه تكذيب اللّه تعالى.

السّادس:

إنّه يلزم منه أن يكون الكافر مطيعا للّه تعالى بكفره، لأنّه قد فعل ما هو مراد اللّه تعالى و هو الكفر و لم يفعل ما يكرهه اللّه تعالى و هو الإيمان، لأنّ الإيمان عندهم غير مراد اللّه تعالى من الكافر، بل هو ممّا يكرهه اللّه تعالى من الكافر؛ و أيّ عاقل يرضى لنفسه اعتقادا بأنّ الكفر إطاعة، و أنّ الإيمان معصية، نعوذ باللّه تعالى من ذلك.

السّابع:

إنّه يلزم منه نسبة السّفه إلى اللّه تعالى، و أنّه يفعل ضدّ الحكمة، لأنّ العقلاء إنّما يأمرون الغير بما يريدون إيقاعه منه، و ينهون عمّا يكرهون إيقاعه منه، و إنّ من أراد من غيره فعلا و نهاه عنه، و من كره فعلا و أمر به نسبه العقلاء إلى الحمق و السّفه.

(شبهة الأشاعرة في الإيمان و الجواب عنها)

و الأشاعرة يقولون: إنّ اللّه تعالى كره الإيمان من الكافر و أمر به و أراد


[1] سورة الأعراف [7] : 28.

[2] سورة الزمر [39] : 7.

نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست