نام کتاب : إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 432
أقول: في هذا البحث مسائل:
الاولى: في بيان حقيقة التوبة، اذ التصديق مسبوق بالتصور، فيتوقف البحث فيها
على تصور حقيقتها فنقول:
ذهب أبو هاشم الى أن
التوبة عبارة عن الندم على فعل المعصية الماضية[1] و العزم على تركها مستقبلا، فحقيقتها مركبة من ندم خاص و عزم خاص.
و قال قوم: ان حقيقتها هو
الندم الخاص، أي على فعل المعصية الماضية و أما العزم فغير داخل في حقيقتها. ثم
اختلفوا في العزم حيث أنه غير داخل هل هو شرط أم لا؟ فقال بعضهم: انه شرط. و قال
محمود الخوارزمي: انه غير شرط، و يمكن أن يكون لازما، فتحصل من هذا الكلام أن
النادم غير العازم ليس بتائب اتفاقا، و انما الخلاف في أن عدم توبته لزوال جزء
التوبة، أو لزوال شرطها، أو لزوال لازمها. و قد عرفت الاقوال كما حكيتها، و لذلك
وقع الاجماع على أن العازم غير نادم ليس بتائب، و حينئذ الخلاف لا يجدي نفعا
طائلا.
و تحقيق الحال أنه لا بد
في التوبة من ندم في الحال و ترك في الحال و عزم على عدم العود في الاستقبال، و
حينئذ يجوز أن يجعل العزم جزءا أو شرطا أو لازما. و لا يضر ذلك من حيث المعنى، و
يظهر من كلام المصنف اختيار قول أبي هاشم، و لكل قوم حجة على مدعاهم هي بالمطولات
أشبه.
الثانية: هل التوبة واجبة من جميع الذنوب كبائر أو صغائر أو عن الكبائر لا
غير؟ ذهب أصحابنا و أبو علي الجباني الى الاول، و ذهب أبو هاشم الى الثاني.