نام کتاب : إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 406
يخير الاعرابي بين الاسلام
و القتل، و هو محض الالجاء، و لا يمكن أن يقال هنا أنه يجوز عدم الشعور.
قلنا: لا شك أن هذه الصورة الجزئية الجاء و هو حسن لا مطلقا، بل في ابتداء
التكليف، لاشتماله على مصلحة لا تحصل بدونه، و هو وقوف المكلف على أدلة الحق و
محاسن الاسلام، فيكون ذلك داعيا له الى دخوله في الايمان مختارا اذ لو لم يدخل في
الاسلام و لم يعاشر المسلمين لا لأمكن أن لا يسمع أدلة الحق، فيبقى على كفره، فحسن
الالجاء حينئذ لاشتماله على هذه المصلحة لا مطلقا، و هو لطف من الشارع في حق
الكافر. و لما كان ذلك الاسلام معه الجاء لم يستحق به ثوابا، و لهذا قال تعالى قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ
قُولُوا أَسْلَمْنا[1]
اذ الثواب مشروط بالايمان المستند الى العرفان.
[البحث السادس] تحقيق
حول اثبات المعاد البدنى و نقض أدلة المخالف
قال: البحث السادس- في اثبات المعاد البدني: و الخلاف فيه مع الفلاسفة.
اعلم أن صحة المعاد البدني
يتوقف على أمرين: أحدهما: أنه تعالى قادر على كل مقدور. و الثاني: أنه تعالى عالم
بكل معلوم، و لهذا كان الكتاب العزيز قد اشتمل على اثبات المعاد البدني في عدة
مواضع، و كل موضع حكم فيه باثباته قررها بين هاتين المقدمتين.
أما افتقاره الى القدرة
فظاهر، اذ الفعل الاختياري انما يصح بها.
و أما افتقاره الى العلم،
فلان الابدان اذا تفرقت و أراد اللّه تعالى جمعها وجب أن يرد كل جزء الى صاحبه، و
انما يتم ذلك بعلمه تعالى بالاجزاء و تناسبها بحيث لا يؤلف جزءا من بدن زيد مع جزء
من بدن عمرو. و كذا ان جوزنا