responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين نویسنده : الفاضل المقداد    جلد : 1  صفحه : 323

كثرة الصوارف و الموانع الداخلة و الخارجة، كالشهوة و الغضب و الاشتغال بالاهل و الولد، و أما الملائكة فلانهم مبرءون عن الشهوات و الغضب و غير ذلك من الموانع عماهم بصدده، و لا شك أن العبادة مع العائق أشق منها مع عدم العائق. و أما الثاني: فلقوله عليه السلام «أفضل العبادة أحمزها» أي أشقها فيكون القائم بها أفضل، و هو المطلوب.

احتجت المعتزلة بوجهين: الاول- قوله تعالى‌ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ‌ [1] و وجه الاستدلال أن ابليس رغب آدم عليه السلام من الاكل من الشجرة رجاء حصول الملائكة له بقوله‌ «إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ» أو «تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ» أي لو أكلتما لحصل لكما أحد هاتين المرتبتين فنها كما كراهة حصولها لكما، و هذا يدل على أن الملائكة أعلى مرتبة من الأنبياء.

الثاني- قوله تعالى‌ لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ‌ [2] و وجه الاستدلال أن العرب قد جرت عادتهم بأنهم اذا أرادوا تعظيم شخص بنفي فعل من الغير يقدموا الادنى و يتبعونه بالاعظم، كما يقال فلان لا يرد الوزير، قوله «بل و لا السلطان» و تأخير النفي في الآية يدل على ما قلناه.

و الجواب عن الاول: أن المراد ما نهاكما الا إرادة أن تتشبها بالملك في عدم الاغتذاء، فتكونا مجردين، فتحصل لكما الكمالات النفسانية، و هو كاره أن تكونا من الخالدين، و يحصل لكما الكمالات البدنية، و هو ليس بناصح فيما أراد حصوله لكما و أنا أدلكما على ما يحصل لكما الكمالات النفسية [3] و البدنية


[1] سورة الاعراف: 21.
[2] سورة النساء: 172.
[3] فى «ن»: النفسانية.
نام کتاب : إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين نویسنده : الفاضل المقداد    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست