و كثير من «اهل الاثبات» يقولون ان الانسان فاعل فى الحقيقة بمعنى مكتسب و يمنعون انه محدث، و بلغنى ان بعضهم اطلق فى الانسان انه محدث فى الحقيقة بمعنى مكتسب و رأيت منهم من اذا سألوه هل الانسان فاعل فى الحقيقة قال:

هذا كلام على امرين: ان اردتم انه خالق فى الحقيقة فهذا [1] خطأ و ان اردتم انه مكتسب فهو مكتسب، فاذا قالوا له: فتقول انه فاعل بمعنى مكتسب؟ قال: ان اردتم انه مكتسب فنعم هو مكتسب، و كلما سألوه عن لفظة يفعل قسم الامر على وجهين على سبيل ما حكيناه، و هذا قول «الكوشانى» [2] و بلغنى ان «يحيى بن ابى كامل» [3] قال: لا اقول ان البارئ يفعل الا على المجاز و لا اقول ان الانسان‌ [4] يفعل الا على المجاز و الحقيقة فى الانسان انه مكتسب و فى البارئ انه خالق و بلغنى ان «برغوثا» قيل له مرّة: أ تزعم ان البارئ فاعل؟

فقال: لا اقول ذلك لأن يفعل تهجين فى الاستعمال يقال للانسان بئس ما فعلت فالزم ان لا يكون البارئ خالقا لأن خالقا تهجين فى نصّ القرآن قال اللّه عز و جل: وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً (29: 17)

[1] فهذا: فهو ح‌

[2] الكوشانى: فى الاصول الكوشانى‌

[3] يحيى بن ابن كامل: كذا فى النسخ و لعله يحيى بن كامل، راجع ص 120: 8 و منية الامل ص 41 و 45

[4] يفعل ... الانسان: ساقطة من ح‌