نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 5 صفحه : 137
قلت : « ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا » [١] قال إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا وأنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد « إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ » بولاية وصيك « قالُوا نَشْهَدُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ » معناه ليعلى دين الإسلام على جميع الأديان بالحجة والغلبة والقهر لها ، حتى لا يبقى على وجه الأرض إلا مغلوب ولا يغلب أحد أهل الإسلام بالحجة وهم يغلبون سائر الأديان بالحجة ، وأما الظهور بالغلبة فهو أن كل طائفة من المسلمين قد غلبوا على ناحية من نواحي أهل الشرك ولحقهم قهر من جهتهم ، وقيل أراد عند نزول عيسى بن مريم لا يبقى أهل دين إلا أسلم أو أدى الجزية عن الضحاك وقال أبو جعفر عليهالسلام : إن ذلك يكون عند خروج المهدي من آل محمد ، فلا يبقى أحد إلا أقر بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو قول السدي ، وقال الكلبي : لا يبقى دين إلا ظهر عليهالسلام وسيكون ذلك ولم يكن بعد ولا تقوم الساعة حتى يكون ذلك.
وقال المقداد بن الأسود : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام إما بعز عزيز أو بذل ذليل إما يعزهم فيجعلهم الله من أهله فيعزوا به ، وإما يذلهم فيدينون له وقيل : إن الهاء في ليظهره عائدة إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أي ليعلمه الله الأديان كلها حتى لا يخفى عليه شيء منها عن ابن عباس ، انتهى.
وروى العياشي بإسناده عن عمران بن ميثم عن عباية أنه سمع أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : هو الذي أرسل عبده بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله أظهر ذلك بعد؟ قالوا : نعم ، قال : كلا ، فو الذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلا ينادي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله بكرة وعشيا.
أقول : والأخبار في ذلك كثيرة أوردتها في الكتاب الكبير.