نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 3 صفحه : 31
كله كما أنزل إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليهالسلام والأئمة من بعده عليهمالسلام.
كما سيأتي تفصيله في كتاب القرآن.
قال شيخنا السديد المفيد روح الله روحه في جواب المسائل السروية أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله وتنزيله ، وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل ، والباقي مما أنزله الله تعالى قرآنا عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام ، لم يضع منه شيء ، وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع ، الأسباب دعته إلى ذلك ، منها قصوره عن معرفة بعضه ، ومنها ما شك فيه ، ومنها ما عمد بنفيه ، ومنها ما تعمد إخراجه عنه ، وقد جمع أمير المؤمنين عليهالسلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه ، فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شيء منه في موضعه ، فلذلك قال جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : أما والله لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا ، وساق الكلام إلى أن قال : غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهمالسلام أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين وأن لا نعتداه إلى زيادة فيه ولا نقصان منه حتى يقوم القائم عليهالسلام ، فيقرأ الناس القرآن على ما أنزل الله وجمعه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإنما نهونا عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف ، لأنها لم تأت على التواتر ، وإنما جاءت بها الآحاد ، والواحد قد يغلط فيما ينقله ، ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين ـ الدفتين غرر بنفسه من أهل الخلاف وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك فمنعونا عليهمالسلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه ، انتهى.
والأخبار من طريق الخاصة والعامة في النقص والتغيير متواترة ، والعقل يحكم بأنه إذ كان القرآن متفرقا منتشرا عند الناس ، وتصدي غير المعصوم لجمعه يمتنع عادة أن يكون جمعه كاملا موافقا للواقع ، لكن لا ريب في أن الناس مكلفون بالعمل بما في المصاحف وتلاوته حتى يظهر القائم عليهالسلام ، وهذا معلوم متواتر من طريق أهل البيت عليهمالسلام وأكثر أخبار هذا الباب مما يدل على النقص والتغيير وسيأتي كثير منها في الأبواب
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 3 صفحه : 31