responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 25  صفحه : 139

وما كل ذي قلب بلبيب ولا كل ذي سمع بسميع ولا كل ذي ناظر عين ببصير عباد الله أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه ثم انظروا إلى عرصات من قد أقاده الله بعلمه كانوا على سنة من آل فرعون أهل « جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ » ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان والله


زوالها وكثرة الفتن فيها فيحث هذا التفكر العاقل اللبيب على ترك الأغراض الدنيوية والسعي لما يوجب حصول السعادات الأخروية. ويحتمل على بعد أن يكون المراد بما يستقبلونه ما أمامهم من أحوال البرزخ وأهوال القيامة ، وعذاب الآخرة ومثوباتها ، وبما استدبروه ما مضى من أيام عمرهم وما ظهر لهم من آثار فناء الدنيا وحقارتها ، وقلة بقائها ، « وما كل ذي قلب بلبيب » أي عاقل ، « ولا كل ذي سمع بسميع » أي يفهم الحق ويؤثر فيه ويعمل به ، « ولا كل ذي ناظر عين ببصير » أي يبصر الحق ويعتبر بما يرى ، وينتفع بما يشاهد ، وليس لفظ « عين » في نسخ النهج ، وفي بعض نسخ الكتاب « عباد الله أحسنوا فيما يعنيكم » أي يهمكم وينفعكم ، وفي بعض النسخ « يعينكم النظر فيه » الظاهر أنه بدل اشتمال لقوله : « فيما يعينكم » ويحتمل أن يكون فاعلا لقوله يعينكم ، بتقدير النظر قبل الظرف أيضا« ثم انظروا إلى عرصات » قال الفيروزآبادي [١] : العرصة كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء ، والجمع عراص وعرصات « من قد أقاده الله بعلمه » يقال : أقاده خيلا أي أعطاه ليقودها ، ولعل المراد من مكنه الله من الملك بأن خلى بينه وبين اختياره ، ولم يمسك يده عما أراده بعلمه وحكمته أي بما يقتضيه علمه من عدم إجبارهم على الطاعات وترك المنهيات.

ويحتمل أن يكون من القود والقصاص ، ويؤيده أن في بعض النسخ بعمله بتقديم الميم على اللام ، فالضمير راجع إلى الموصول « كانوا على سنة » أي طريقة وحالة مشبهة ، ومأخوذة من آل فرعون من الظلم والكفر والطغيان ، أو من الرفاهية والنعمة كما قال : « مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ » [٢] فعلى الأول : حال ، وعلى


[١] القاموس المحيط : ج ٢ ص ٣٠٧.

[٢] سورة الدخان : ٢٥.

نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 25  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست