نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 25 صفحه : 132
من أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجال رجالا ألا إن الحق لو خلص لم يكن اختلاف ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجللان معا فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير يجري الناس عليها ويتخذونها سنة فإذا غير منها شيء قيل قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكرا ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحى بثفالها ويتفقهون
من الخبر بسند صحيح عن الباقر عليهالسلام ، وفيه « أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله ».
قوله عليهالسلام: « من هذا ضغث » الضغث : ملأ الكف من الشجر والحشيش والشماريخ ، قوله : « فيجليان » [١] وفيما مر فيجيئان [٢] معافهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى » وهو الأظهر ، وعلى ما في هذا الخبر لعل المراد نجا الذين قال الله فيهم « سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى » أي سبقت لهم في علم الله وقضائه ومشيته الخصلة الحسنى ، وهي السعادة أو التوفيق للطاعة أو البشرى بالجنة أو العاقبة الحسنى.
قوله عليهالسلام: « لبستم » كذا في بعض النسخ وهو ظاهر ، وفي بعضها « ألبستم » على بناء المجهول من الأفعال وهو أظهر وفي أكثرها « ألبستكم » فيحتمل المعلوم والمجهول بتكلف إما لفظا وإما معنى.
قوله عليهالسلام« يربو فيها الصغير » قال الفيروزآبادي : ربا ربوا كعلو ورباء زاد ونما ، [٣] والغرض بيان كثرة امتدادها ، قوله : « وقد أتى الناس منكرا » لعله داخل تحت القول ويحتمل العدم.
قوله عليهالسلام: « وكما تدق الرحى بثقالها » في أكثر النسخ بالقاف ولعله تصحيف والظاهر الفاء قال الجزري [٤] : وفي حديث علي عليهالسلام : « وتدقهم الفتن دق الرحى
[١] في بعض نسخ المتن [ فيجالان ] والموجود هنا « فيجلّلان ». [٢] لاحظ : ج ١ ص ١٨٦. [٣] القاموس المحيط : ج ٤ ص ٣٣٢ « ط مصر ». [٤] النهاية : ج ١ ص ٢١٥.
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 25 صفحه : 132