responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 25  صفحه : 124

البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل « فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ » وأعيذك بالله وإيانا من ذلك لقربت على بعد منزلتك واعلم رحمك الله أنه لا تنال محبة الله إلا ببغض كثير من الناس ولا ولايته إلا بمعاداتهم وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون


للعجب والاستبعاد.

قوله عليه‌السلام: « مثل الذي أصابنا » أي من أذى الخلق وتحقيرهم واستهزائهم.

قوله عليه‌السلام: « فتجعل فتنة الناس كعذاب الله » الفتنة هنا البلية ، والأذى أي تجعل أذى الناس كعذاب الله في الضرر وتساوي بينهما ، فتختار عذاب الله بالرجوع عن الحق للاحتراز عن ضررهم ، وهو إشارة إلى قوله تعالى : « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ » [١] أي بأن عذبهم الكفرة على الإيمان.« جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ » أي ما يصيبهم من أذيتهم في الصرف عن الإيمان « كَعَذابِ اللهِ » في الصرف عن الكفر.

قوله عليه‌السلام: « لقربت » جزاء الشرط وهو إما بتشديد الراء على صيغة المتكلم المعلوم أي لجعلتك قريبا من الحق مع غاية بعدك عنه ، أو على صيغة المخاطب المجهول أو بتخفيف الراء إما بصيغة المتكلم أي لقربت إليك ببيان الحق والتصريح به ، أو بصيغة الخطاب أي لصرت قريبا بما ألقي إليك من الحق.

قوله عليه‌السلام: « وفوت ذلك » أي ما يفوتك بسبب معاداة الناس قليل حقير بالنظر إلى ما تدركه من المنافع الأخروية من الله ، فقوله عليه‌السلام: « لدرك » علة للقلة والحقارة.

قوله عليه‌السلام: « ذلك » ثانيا إما راجع إلى الثواب المعلوم بقرينة المقام ، أو إلى ما رجع إليه اسم الإشارة أولا أي عوضه ، وجزاء تركه.

قوله : « لقوم يعلمون » أي لا يعلم حقيقة هذه الحقارة وذلك الشرف إلا العالمون بضعة الدنيا ودناءة منزلتها وحقارتها ، والعارفون برفعته درجات الآخرة وشرفها.


[١] العنكبوت. ١٠.

نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 25  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست