نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 12 صفحه : 413
الأخيار وأبدلني بالدنيا الفانية نعيم الدار الباقية اللهم إني أعوذ بك من أزلها وزلزالها وسطوات شياطينها وسلاطينها ونكالها ومن بغي من بغى علي فيها
متعلق بأخرجني ، وفي القاموس الحيوان محركة خلاف الموتان والمراد بها الجنة فإن الحياة الحقيقية فيها وفي بعض النسخ إلى دار الخلودومساكن الأخيار أي الجنة أو أعالي درجاتها.
« وأبدلني بالدنيا الفانية » في القاموس بدل الشيء محركة الخلف منه وأبدله منه اتخذه بدلا منه ، وقيل : قوله أبدلني من باب الحذف والإيصال أي أبدل لي ـ والباء ـ بمعنى من ، والحروف الجارة قد تقع بعض منها في موضع آخر والمطلوب هو التوفيق لرفع زوائد الدنيا والعمل بها يوجب نعيم الآخرة انتهى.
وأقول : الباء للعوض وهو مثل قوله تعالى ( وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ )[١] وقوله ( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً )[٢] وقوله ( لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً )[٣] وقال في المصباح : أبدلته بكذا إبدالا نحيت الأول وجعلت الثاني مكانه ، وبدلته تبديلا بمعنى غيرت صورته تغييرا ، وبدل الله السيئات حسنات يتعدى إلى مفعولين بنفسه لأنه بمعنى جعل وصير وقد استعمل أبدل بالألف مكان بدل بالتشديد فعدي بنفسه إلى مفعولين لتقارب معناهما وفي السبعة (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً) من أفعل وفعل اللهم إني أعوذ بك من أزلها وزلزالها في القاموس الأزل الضيق والشدة ، وبالكسر الكذب والداهية ، وقال : زلزلة زلزلة وزلزالا مثلثة حركة والزلازل البلايا ، وقال : سطا عليه وبه سطوا وسطوة صال أو قهر بالبطش وقال : نكل به تنكيلا صنع به صنيعا يحذر غيره ، أو نكله نحاه عما قبله ، والنكال ما نكلت به غيرك كائنا ما كان ، وبغى عليه بغيا علا وظلمه وعدل عن الحق